يستدعى بقية الشرفاء من غير العائلة الملوكية فيجلسون وراء العائلة، ثم يجلس الأعيان والكتاب ومن ذكر معهم وراء الجميع، ويجلس الوزراء وراء الكل، ويجلس الباشوات والعمال ورؤساء الجيش بصحن المسجد.
ثم يجئ الحاجب بمبخرة يضعها قريبا من السلطان بينه وبين المنشدين، ثم يضع فيها قطعة من العنبر، ولا يزال يجدد البخور ما دام الإنشاد ويتناول السلطان مجموعا مزخرفا مشتملا على البردة والهمزية وغيرهما من الأمداح النبوية فينشد المنشدون البردة والهمزية وغيرهما من الأمداح النبوية بأطيب نغمة وأحسن تخليل، فإذا حان وقوفه على قول البوصيرى الأمان الأمان نهض السلطان فتقدمه قائد المشور والفرايجية وقائدهم إلى الباب وأدوا له التحية الملوكية ودخل داره.
ثم خرج الناس من المسجد إلى المشور فجلس الشرفاء من العائلة الملوكية بمحل يناسبهم، ثم أخرج لهم الحلويات والأتاى والأطعمة ويخص الشرفاء الأقربون بطعام من طعام السلطان الخاص بعد تناوله منه تناولا لطيفا فإذا شربوا وطعموا وكان الليل طويلا، خرج من كان محله قريبا فرقد به هنيئة ثم يرجع ومن كان محله بعيدا نام بموضعه، فإذا بقى للفجر نحو الساعة ونصف رجع كل إلى محله من المسجد، ثم يخرج السلطان فيجلس يسار المحراب، ثم يأخذ مجموع المديح ويبتدئ المنشدون من حيث انتهوا إلى أن يختموا الهمزية والبردة، ثم يقرءون بانت سعاد، ثم يسردون ما تيسر من مختار القصائد المولوية التي قدمت للجلالة السلطانية من فحول شعرائه بمناسبة تلك الليلة، فإذا طلع الفجر أطلق العسكر عدة طلقات بارودية، ثم يصلى السلطان والحاضرون الفجر.
وبعد الفراغ من أداء فريضة الصبح يفتح السلطان الحزب ويقرأ مع الطلبة ما شاء الله أن يقرأ ثم يدخل داره الكريمة على الهيئة المتقدمة، ثم يخرج الشرفاء