فيجدون الحاجب بالباب فيناول كل واحد منهم ريالا مختوما عليه باللَّك (١) يكون عمله كذلك مع كل فرد من تلك الجماهير إلى أن يخرج جميع من المسجد.
ويصدر الأمر الشريف لقائد المشور بالإعلام للبروز إلى المصلى، فيعلم بواسطة المشاورية كافة رجال المخزن الشريف وبقية الموظفين وكافة القبائل والعمال، ثم يخرج خليفة قائد المشور في لفيف من أصحابه لترتيب هيئة المصلى فيجد كافة القبائل واقفة فيجعلها صفا واحدا من الباب الذى يكون منه خرج السلطان للمصلى عن اليمين، ويجعل المكلف بالعسكر صفا آخر مقابلا للأول من رماة العسكر وخيلها، تكون منهم قلعة مربعة خالية الوسط في آخر صف الخيل خارجة عن المصلى، ثم بعد ذلك يعلم الخليفة المذكور رئيسه بإتمام تنظيم هيئة المصلى، فيعلم هو السلطان بذلك فيخرج لمحل الاقتبال ويستدعى الصدر الأعظم فيحادثه هنيئة، ثم ينصرف الوزير ويركب بغلته كسائر الوزراء والموظفين وذوى الحيثيات.
فإذا أخذوا مراكزهم ركب السلطان فرسه وقدمت أمامه القادة وتبعه الحاجب والحناطى الداخلية وأصحاب المكاحل والمشاورين والقضاة والذكارة، ثم إذا بلغ باب البلد الذى يخرج منه لبطحاء المصلى وجد على اليمين الوزراء والكتاب والشرفاء والكبراء وذوى الحيثيات راكبين صافناتهم الجياد وبغالهم الفارهة وبزتهم الرسمية البهية التي تسر الناظرين وتخرس المناظرين، فيحييهم السلطان بالسلام بواسطة قائد الأروى، ثم يردون التحية بانحناء الرءوس، ثم تصدع الموسيقى بألحانها المطربة ونغماتها المرقصة، فيسير الأمير وأمامه قائد المشور راكبا جواده متقلدا سيفه لابسا برنوسا واضعا بندقته على عاتقه الأيمن، وأمامه فرقة من الجيش يسمون الأربعاويات في ثياب حمر وخضر وقلانس بدون برنوس مصطفين أربعا أربعا وقائد الأروى بدون برنوس أمامه وباقى أتباعه من أهل حنطته محتفون بالجلالة يمينا وشمالا مسامتون لركابه الشريف.