للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتاب "المعجب في تلخيص أخبار المغرب". ما مضمنه: وحكي أنه ذكر للغزالي ما فعل بكتبه، وابن تومرت حاضر ذلك المجلس فقال الغزالي حين بلغه ذلك: ليذهبنَّ عن قليل ملكه -يعني فاعل ذلك بكتبه- وليُقتلنَّ ولده وما أحسب المتولي لذلك إلا حاضرا مجلسنا! وكان ابن تومرت يحدث نفسه إذ ذاك بالقيام فقوي طمعه، وكَرَّ راجعا من بغداد إلى ما قدر له (١)، انتهى.

وكان تاريخ هذا الإحراق سنة سبع وخمسمائة هـ.

وعلي هذه الصورة جلبه عنه الشيخ الرهوني في الشهادات من حواشي الزرقاني له مسلما، وإن كانت النسخة المنقول عنها من المعيار وقع فيها إسقاط بعض ما هو ثابت في نقل الرهوني الذي اعتمدناه، وكذا نقل هذه القصة على الوجه المذكور ابن الخطيب في "الحلل الموشية" إلا أنه أسقط منها قول الغزالي: اخرج يا شيطان ... إلخ.

وقد كانت بيعة المهدي بخصوص جبل درن منتصف رمضان عام خمسة عشر وخمسمائة، ومن ذلك الحين ظهر أمره وصارت زحوف أتباعه تهاجم كل من انقبض عن بيعته، ومنهم أهل مكناسة كما نبه عليه ابن غازي فيما تقدم، نعم بناء حصن تاجرارت محل المدينة الآن كان سنة خمس وأربعين وخمسمائة كما جزم به. ابن أبى زرع، وفيه كان تخريب مكناسة القديمة، وفيه فتح الموحدون مكناسة بعد حصارهم إياها سبع سنين فأزيد، كذا عند أبي زرع لكن الذي صحح ابن غازي أن المدة أربع سنين وأشهر، وذلك في إمارة عبد المؤمن بن علي.

قلت: هذا كلامهم في هذا المحل ولي فيه إشكال، وهو أن حصار سبع سنين أو أربع إن كان على مكناسة القديمة التي أفصح ابن غازي بأنها كانت حوائر غير ممدنة ولا مسورة، فحصار ما كان بهذه الصفة من عدم التحصين لا يستدعي


(١) المعجب في تلخيص أخبار المغرب - ص ٢٤٥ - ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>