وأكداش ودواب وعبيد وخدم وطواشية، وهم الذين يلون القباب ونصبها ومباشرتها والحاشية أهل الحرس من وراء ذلك على بعد، ومن الغد نهضت نهوض يمن وإجلال وواصلت المسير إلى أن خيمت على ضفة وادى النجا فباتت هنالك والعناية تقدمها. والرعاية تخدمها.
ومن الغد حلت بدار الملك من فاس، وذلك قرب الظهر فأقامت بها في انتظار اجتماع وفد الحاج، وفى يوم الخميس خامس عشرى جمادى الثانية بارحت فاسا على أحسن حال. وأجمل احتفال.
وكان مخيمها بولجة العسال على عدوة وادى سبو من العدوة الشرقية، جرت العادة بنزول ركب الحجاج بها يوم انفصاله عن فاس، وأقامت به يوم الجمعة لانتظار اجتماع بقية الركب.
وفى عشية الجمعة نفسها خرج ولد صاحبة الترجمة السلطان مولانا عبد الله في أعيان جيشه وذوى الحيثيات من وجهاء دولته لوداعها، وبعد أدائه ما يناسب من مناسك البرور رجع لحضرته الفاسية، وكان شيخ الركب إذ ذاك الحاج عبد الخالق عديل، وعند إسفار يوم السبت أقلع الركب مرتحلا والمترجمة في مقدمته مع خاصتها وحاشيتها وواصلوا السير يومهم إلى أن خيموا عشيته بضفة وادى اناون من بلاد الحياينة بالمحل المعد لنزول الركب كل سنة المعروف بسبت بوجابر، وهنالك تلقتهم قواد القبيلة المذكورة بكل حفاوة وإجلال، وقاموا بواجب الضيافة كما يلزم أتم قيام، فباتوا في اطمئنان وأمان، ومن الغد ارتحلوا وواصلوا السير إلى أن وصلوا المحل المعروف بالملاعب، فخيموا به وضربت قباب صاحبة الترجمة مع حفيديها على عقبة بنى فكاره.
ومن الغد خيموا بتازا وكان وصولهم إليها وقت الزوال وأقاموا بها يومين كاملين ثم ارتحلوا ثانى رجب وعبروا وادى بوالاجراف ومروا بالبلد المسمى