بالفحامة، واتصل مسيرهم إلى أن وصلوا وادى القطف فنزلوا به، ثم وادى ملوية، ثم تافراطه من قبيلة الأحلاف، ثم فم بزور، ثم المريجات، ثم وادى الشارف، ثم المنقوب، ثم أبيار السلطان، ثم بوالدروس، ثم جنان لصطم وهو شجرات مجتمعات كهيئة الجنان وليست به، ثم بالغفر عن يمين حبل عنتر، ثم بوهاد الظهرا، ثم أصبحوا بعين الحسينى فأقاموا بها يومهم حتَّى استقى الناس ما يكفيهم من الماء لمرحلتين.
ثم ارتحلوا وباتوا قرب القصيعات، ثم نزلوا بعين الحجر ثم المشرية آخر منازل الظهرا، ثم النخيل، ثم الأمشط الأحمر، ثم عين ماضى، ثم الحميضة، ثم على مقربة من عبد المجيد، ثم التوميات، ثم سيدى خالد، ثم أسفل الغيث، ثم بأطراف الزاب ملجأ ملوك بنى زيان ومعتصمهم حين يضايقهم بنو مرين عن دار مملكتهم تلمسان، ثم بسكرة بظاهر البلد وأقاموا بها يومين، ثم وادى الناموس، ثم غمران، ثم توز، ثم الحامه، ثم قابس ومنها الجرف المقابل لجزيرة جربة، ثم حمادة بن قردمان، ثم شوشة، ثم الزوارات الغربية، ثم زواغة، ثم قردادش، ثم طرابلس.
قال الوزير الشرقى الإسحاقى في رحلته: لما حلوا بطرابلس خرج ولد صاحب البلد وحاكمه أحمد باشا في لمة من أصحابه مع أهل البلد رجالا ونساء حفاة في الطريق، وعلى السطوح مظهرين الفرح والسرور بولد سيدنا نصره الله وأمه وبوفد الحجاج، وأخرج مدافع كبارا سلاما على ولد السلطان نصره الله على عادة أهل البحر في التسليم والتوديع بالمدافع.
واحتفل ولد سيدنا نصره الله سيدى محمد أصلحه الله للدخول لهذا البلد فيمن معه من الوصفان عبيد البخاري نفع الله به فتناولوا من لباسهم ومراكبهم؛ وحسن زيهم ما كانوا أعدوه لذلك، ولعبوا بالبارود لعبا قضى منه الترك وغيرهم العجب، واعترفوا بأنهم لا قدرة لهم على ذلك اللعب ولا معهم من الفروسية ما يقاوم ذلك.