للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهل البلاد المشرقية كلهم يتعجبون من زى مخزن سلاطين المغرب مولانا إسماعيل وولده هذا مولاى عبد الله نصره الله وأدام وجوده، فقد تقرر عندهم من فروسيته وشهامته وحزمه وعزمه وضبطه وجوده ما أوجب تعظيمه في نفوسهم كل التعظيم، ويقول منهم من علم من يشابه أباه فما ظلم، واحتفل الباشا بضيافة ولد السلطان مع أمه غاية الاحتفال، فما تركوا شيئًا قدروا عليه إلا وقدموه وداموا على ذلك مدة إقامتهم بطرابلس وكذلك فعلوا حال الأوبة.

قال: فقد قام بالحقوق. قيام الحر لا المرقوق. وقد قامت المترجمة بمكافأته على حسن صنيعه بأضعاف مضاعفة مما يستغرب وجوده في تلك الديار من الطرف والتحف الملوكية، ولم تقصر في إسداء الخير وأنواع التبرعات التي أوجبت استلفات الأنظار إليها في تلك الفلوات سيان في ذلك الغنى والفقير. والجليل والحقير. تقبل الله منها أعمالها. وأنالها من الخير آمالها هـ. بعضه باللفظ وبعضه بالمعنى.

ثم قال: خرجنا من طرابلس يوم السبت الثامن من شهر رمضان من السنة ونزلنا بقرية تاجورى، ثم من تاجورى للمسيل، ثم النقيرة، ثم لبدة، ثم الدفينة، ثم مصراته حيث مدفن أبي العباس أحمد زروق، ثم بوشعيب، ثم سرت، وهي كما قال البكرى في مسالكه (١): مدينة كبيرة على ساحل البحر لها نخيل وبساتين وفيها يقول:

يا سرت لا سرّت بك الأنفس ... لسان مدحى فيكم أخرس

ألبستم القبح فلا منظر ... يروق منكم لا ولا ملبس (٢)


(١) المسالك والممالك للبكرى ٢/ ٦٥١ - ٦٥٢.
(٢) في المطبوع: "منكم ولا ملبس" وهو غير صحيح عروضيا، والتصويب من المسالك والأبيات من بحر السريع.

<<  <  ج: ص:  >  >>