كله يسمى بجناح الأمان وجناح الأمان هو الذي على يسار المار من باب الجديد إلى مسجد البراذعيين.
وأما ما على اليمين فإنما اكتسب تلك التسمية بالمجاورة، وأما الصومعة التي ذكر فلم يبق لها لهذا العهد رسم ولا وسم، وأما يدّر -بتشديد الدال وسكون الراء- فهو لفظ بربري، معناه بالعربية: يعيش، وولجوط لفظ بربري أيضا معناه بالعربية الشجاع، والمعنى يعيش ابن الشجاع.
وأما سوق الغبار الذي وصفه فلا يعرف له اليوم اسم ولا رسم، نعم ما وصفه ابن غازي به يكاد ينطبق على المحل المعروف بذراع اللوز الكائن خارج باب البراذعيين أحد أبواب العاصمة المكناسية الآن شمال المحل المعروف هناك ببرج العريفة يمتد عنه للغروب، وهو مشرف على حارة تاورا شمالا وعلى حارة بني موسى غربا، وبطرفه أعلى المحل المعروف بباب جَمّال -بفتح الجيم وتشديد الميم- أشجار من اللوز والزيتون، وقرب برج العريفة المذكور أثر بناء قديم يعرف الآن بالفنيدق.
وأما قبور الشهداء المشار إليها فهي التي على يمين المار من الباب المذكور لضريح الولي الشهير مولانا عبد الله بن حمد، وعلى يسار المتوجه منها لباب تزيمي أحد أبواب العاصمة أيضا الذاهب في الطريق المعروفة بقصبة الأعواد تصغير قصبة، والمقابر المذكورة تحيط بها أطلال سور قديم وليس ثم أثر صومعة، أما المسجد فلا زال أثره قائم الأطلال ممتلئ بالأزبال والقذرات، موقعه على يمين الخارج من باب البراذعيين بمقربة من قبور الشهداء، وكان به أثر سقاية وقنوات، وربما لا زالت تحت الأزبال إلى الآن، ويطلق الآن اسم السوق القديم على محل بزرهون موقعه بالموضع المعروف باب الرميلة بين الزاوية الإدريسية ومداشر موساوة وحمراوة، والأمغاصيين، إلا أن ما وصف به ابن غازي السوق القديم لا ينطبق على هذا المحل.