وبالأخص مع الأشراف آل البيت المصطفى، وأهدت لهم كساوى من أرفع طرز، وأدت لهم مائتى مثقال ذهبا مطبوعة كانت توجه لهم أيام زوجها السلطان الأعظم مولانا إسماعيل، ومائة مثقال ذهبا منحة من عندها شطرها للشرفاء والشطر الأخر للشريفات.
ثم من الينبع، لبدر، فبروة القاع، فرابغ، فقديد -سميت قديد لتقدد السيول بها- ومن قديد لعسفان، فوادى فاطمة.
ومن الغد نهضت المترجمة قبل الركب وواصلت السير إلى أن أناخت بذى طوى وصلت به المغرب واغتسلت وتهيأت لدخول مكة شرفها الله تعالى وعظمها، ودخلتها عشاء وذلك ليلة السابع من ذى الحجة الحرام، دخول جلالة ووقار في محفل من الأجناد، وطافت طواف القدوم وبعد أيام التشريق نفرت إلى مكة وأتت بعمرتها.
وكانت مدة إقامتها بمكة تنزل كل يوم في جنح الظلام. وتطوف بالبيت الحرام. وتبذل بغير حصر. وتعطى عطاء من لا يخشى الفقر. ودخلت جوف الكعبة. وأفاضت في سدنتها ما علا للمغرب كعبه. وخلدت بمكة المشرفة ذكرا جميلا. وبذلت عطاء جزيلا.
وأوقفت أوقافا ذات بال منها دار اشترتها من أولاد العلامة أبي محمد عبد الله بن سالم البصري بباب العمرة أحد أبواب المسجد الحرام بما يقرب من ألف مثقال ذهب مطبوعة وحبستها على طلبة يختمون كل يوم ختمة من القرآن، وعلى من يدرس صحيح أبي عبد الله البخاري وعينت ناظرا على الدار المذكورة.
وبعد أن قضت من الحرم المكي وطرها، وأدت من المناسك سنتها وفرضها، تاقت نفسها لطيبة الطيبة، وزيارة قبر خير العالمين فنهضت والسعادة تحرسها وعيون