للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في نزهة الحادى: كان محبا في جانب العلماء، مؤثرا لأغراضهم، مولعا بمجالستهم، محسنا إليهم حيث ما كانوا، جوادًا سخيا، رحل الناس إليه من المشرق فما دونه وقصده بعض طلبة الجزائر فامتدحه ببيتين وهما:

فاض بحر الفرات في كل قطر ... من ندى راحتيك عذبا فراتا

غرق الناس فيه والتمس الفق ... ـر خلاصا فلم يجده فماتا

فوصله بألفين ونصف دنانير، وشأوه في السخاء لا يلحق، والحكايات عنه بذلك شهيرة، وفى أيامه كثر العلم، وظهرت للعلماء أبهة، وأعز العلم وأهله، وكانت أيامه أيام سكون ودعة ورخاء عظيم هـ.

ووصفه صاحب نشر المثانى: بأنه محيى رسوم الدين، وقاطع دابر المفسدين، مفضال أهل البيت النبوى، ومظهر الفخر الطاهر العلوى، ليث الإقدام وبدر الظلام، وشمس الأنام، وظل الله للخاص والعام، ورحمة للمسكين والضعيف، كان من أهل المكارم التي لا تحصى، والفضائل التي لا تعد ولا تستقصى، من ساداتنا شرفاء سجلماسة البلدة الغرا، وحق لها أن تنال بآل البيت علوا وفخرا، حاضرة ملوك المغرب المدعوة بتافلالت القادمين عليها من الحجاز كما تقدم مبينا.

قال سيدنا الجد رحمه الله في كتابه الدر السنى ما نصه: وهم من صرحاء الأشراف نسبا، وفضلائهم حسبا، وكبرائهم أقدارا، وعظمائهم اشتهارا، طلعوا في سماء المجادة بدورا، وبرزوا في محافل السيادة صدورا، وتساموا في المشارف والمغارب ظهورا، وحملوا من المهابة والجلالة لواء منشورا، لهم في علو الهمة ونفوذ العزيمة منصب لا يضاهى ومرقب لا يباهى، آبية نفوسهم، طيبة غروسهم، عزيز جارهم، محمى زمارهم، كريمة سجاياهم، عظيمة مزاياهم، تلقاهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>