للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيأتى أن وصوله إلى دار ابن مشعل كان عام خمسة وسبعين، وموت أخيه مولاى محمد، واستيلاءه على فاس الجديد والقديم كان في عام ستة وسبعين، وفى عام سبعة وسبعين أخذ الزاوية البكرية، وفى عام ثمانين أخذ في حفر أساس قنطرة سبو، وفى العام الَّذي بعده استولى على تارودانت وسائر البلاد السوسية، وفى العام الَّذي بعده وهو اثنان وثمانون توفى فحاصل أمره من موت والده عام تسعة وستين إلى موته عام اثنين وثمانين.

وحدثني بعض الفقهاء الثقات عن والده، وأعرفه من الثقات وقد أدرك هذا الزمن، أن مولاى رشيد لما نزل بالزاوية أن لا يقيم بها وأن يسرع بالخروج، وأخبره أن مما هو شائع عندهم أن مولاى الرشيد هو الَّذي يخلى زاويتهم تلك، وأنهم استفادوا ذلك من بعض الأخبار في عن كشف أو غيره، مخافة أن يهجم عليه أحد من رؤسائهم بسبب ذلك.

وقد كانت لأهل الدلاء زيادة محبة في آل البيت عن غيرهم من أهل وقتهم، فخرج مولاى رشيد من الزاوية فصادف قافلة خارجة منها فطلبوا منه أن يحميهم إلى محلهم الَّذي يريدونه لأن الوقت وقت نهب ففعل، فتعرض لهم خلال الطريق بعض أهل البوادى يريدون نهبهم فأخبرهم مولاى الرشيد بأنهم في حمايته ليحترموهم بحرمته إذ تلك كانت عادة أسلافه في حماية القوافل وغيرها، فلم يعبئوا به فتجرد لقتالهم مع مملوكين له اثنين فقط من رقيق السودان، وبيد كل واحد منهما مكحلة فأخذ المكحلة من يد أحدهما وحمل بفرسه على القوم فأصاب واحدا منهم برصاصة ورد المكحلة للمملوك، وأخذ المكحلة الأخرى من يد الآخر فحمل كذلك فأصاب رجلا آخر وما رد المكحلة حتَّى وجد المملوك الآخر عمر المكحلة الأخرى فأصاب منهم آخر أيضًا، وبقى كلما حمل عليهم أصاب واحدا منهم مع حفظ الله إياه منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>