للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكور وقال أثره: فحمله اقتناص هذه السجعة والتغالى في المدح والاهتبال بالاسترضاء على أن جعل ممدوحه ملكا حقيقة لا مجازا، وإنما ذلك هو الله وحده وكل ملك دونه مجاز، الممدوح وغيره هـ.

وهو في باب التحذير حسن، كما أن الجواب المتقدم في باب الاعتذار، وخصوصا عمن ثبت علمه وتحقيقه من الأبرار لا بأس به.

قال في النشر: ومن مزايا المترجم العظيمة، وعطاياه الفخيمة، وفطره السليمة، أنَّه كان حيث ما دخل بلدا تعاهد مساجدها ومدارسها وسأل عن مجالس إقراء العلماء بها، وعمن يحضرها، وربما حضر مجلسا لبعض الكبراء، فرأينا في بعض التقاييد أنَّه حضر مجلس الشيخ اليوسى، وكان يدخل للمساجد بنفسه، ودخل مرة فاسا على حين غفلة من أهله فدخل القرويين وتلك كانت عادته في دخولها، ثم دخل للمدرسة المصباحية، فتعرض له الإمام سيدى الحسن اليوسى مع فقيه آخر فأعطى لكل منهما مائة مثقال، وما اجتمع مع علماء وقته إلا وحض في مجلس اجتماعه معهم على نشر العلم وبثه وإتقانه وتحقيقه وتعظيم طلبته، وقد صادف ذلك كل مرام، وأحيا الله به نعم المغرب بعد الانعدام. لطلوع شموسه، على بن تغير من وجه الدهر وعبوسه. فجاء المغرب على فترة من هلكه، فأقبل على التعلم والتعليم، وعمرت أسواق العلم وقد عفت منذ قديم (١).

قال: ولما قبض الله تعالى والده إليه، خرج من تافلالت في ثالث عشر رمضان عام تسعة وستين وألف.

قال: وفى ثامن عشرين من شوال وصل إلى تدغة , ثم إلى دمنات، ثم الزاوية البكرية ثم إلى آزرو ثم إلى دار ابن مشعل هكذا وجدت مقيدا عن الحافظ الفاسى.


(١) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>