وكذلك ولي الوزارة لمن ذكر ولده أبو زكريا يحيي بن يحيي المذكور، ولكن هذا لم يكن له من أفعال الخير ما يذكر، بل كانت وزارته شرا على الأمة وعلى عائلته بالخصوص حتى إن وزارته لم تدم إلا سبعين يوما وأعقبها ذبحه وذبح جمهور عائلته، وذلك سنة ثلاث وستين وثمانمائة.
وهناك أبو زكريا وطاسي ثالث، وهو أبو زكريا يحيي بن أبي عبد الله الوطاسي المدعو البرتقالي، وهو أخو السلطان أحمد الوطاسي إلا أنه إنما كان أميرا من قبل أخيه على القصر، توفي فيه أسر السعديين سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة فهو متأخر عن التاريخ الذي ذكره ابن غازي.
وفي كلامه السابق تنبيه على ما كان للمتقدمين من الاعتناء بالمشروعات، فانظر إلى الحد الذي بلغه اعتناء أهل الدين بمحال تعبدهم وكل ما ينضاف إليها مما يتوقف عليه المتعبد، وناهيك بما قد بلغ من الاعتناء بماء عين تاجما المتقدمة الذكر من وقوع التحبيس على إصلاح مجاريه حتى لا يقع مانع من وصوله للمسجد الأعظم فمن ذلك دار بحَوْمَة القرسطون، إحدى حومات العاصمة، حبستها على ذلك امرأة مكناسية بتاريخ أوائل جمادى الأولى عام خمسة وعشرين ومائة وألف، وذلك في دولة السلطان مولانا إسماعيل، أما نفس العين فقد رأيت التصريح بأن إجراء مائها للمسجد المذكور كان في دولة الموحدين.
وكلام صاحب الروض في باب الحفاة أولا وثانيا صريح في أنه هو الذي أجري إليه الماء أيام الموحدين بعد الستمائة، وهو الواقع جوفي المسجد، ولا شك أن هذا الباب الجوفي هو المعروف بذلك الاسم الآن، وهو المقابل لعنزة المحراب المقابلة لمحرابه على ما في ذلك المحراب من تمام الانحراف عن القبلة.
وعليه فالتحويل الذي فعله الوَطَّاسي لم يستمر، بل رجع بعد ذلك اسم باب الحفاة إلى مسماه أيام الموحدين، واستمر على ذلك إلى الآن وإن خلا عن