للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناسبة المعهودة في مثله من أبواب حفاة المساجد، وهي إعطاء ذلك الاسم للباب القريب من باب ديار وضوئها.

وكأن موجب ذلك سهولة وصول الماء من صحن المسجد إلى الباب الجوفي لقربه منه واتصال الصحن به، بخلاف الباب القديم فإن وصول الماء منه إليه ملزوم بطرف من محصر المسجد والمرور المذكور ملزوم لتعاهده بالإصلاح عند. موجبه، والتعاهد المذكور من لازمه تعذر التعبد في ذلك الطرف من المسجد في أزمنته المتكررة عادة، وإن شئت قلت دائما نظرا لإدمان وجود بلل أقدام الحفاة فيما حاذي الباب المذكور للمسجد الموجب لتعفين حصر المحل بذلك واتقاء المتعبدين لها، وقد تقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وبه اتجه لك وجه تكرر النسخ في القديم واستمرار العمل على نسخه، مع وجود مناسبة وجه التسمية فيه دون الناسخ، على أن هذه المناسبة وإن فقدت في الناسخ فقد خلفتها فيه مناسبة أخري وهي موافقته للمعهود في غالب أبواب حفاة المساجد الكبار من كونها جوفية، كبابي الحفاة في القرويين والأندلس بفاس، فإنها نافذة في الصحن وبهذا كله اتضح الحال، وانزاحت كل شبهة عن المجال.

وقول ابن غازي وكان متصلا ... إلخ، اسم كان فيه لا يرجع لهذا الباب الذي أجري إليه الماء أيام الموحدين، وإنما يرجع للمسمي باب الحفاة قبل ذلك، وهو القديم الذي وجدت آثار كونه باب الحفاة حين أمر الوطَّاسي بالتحويل إليه كما بينه بعد، أي وكان باب الحفاة قبل ذلك متصلا ... إلخ. فاهتدي إليه الوطاسي بوجود وجه التسمية فيه بعد ذهاب العلم بكونه كان هناك عن جميع أهل البلد من طول العهد بالتحول.

وهذا تسجيل من ابن غازي على أهل بلدته بأن إهمال التاريخ بلية قديمة فيهم وفيه إيماء إلى إقامة العذر لنفسه حيث اقتصروا على ذلك النزر في رَوْضِهِ هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>