وهو البحر علما، فيكون تقصير غيره معفوا بالأحري كما أومأنا لشئ من ذلك في ديباجة هذا الكتاب.
وبما تقدم بأن لك التئام كلام ابن غازي ومناسبة أوائله لأواخره ومطابقته للواقع الخارجي في كون باب الزرائعيين المعروفة بذلك في عهده وكذلك في عهدنا هذا، كان متصلا بباب الحفاة القديم الذي اهتدي إليه الوطَّاسي.
وزبدة الخبر أن باب حفاة هذا المسجد الجامع كان أولا هو المقابل لباب دار الوضوء وهو المتصل بباب الزرائعيين، ثم صار في أيام الموحدين هو الباب الجوفي الذي يدعي بذلك الآن، ثم رده الوطاسي إلى مسماه القديم، ثم رجع بعده في زمن غير معروف لدينا إلى الباب الجوفي، واستمر العمل على ذلك إلى الآن.
والماء الجاري لهذا الباب هو من الصهريج الصغير الواقع في صحن المسجد بمقربة من الخصة هنالك، ويعرف هذا الصهريج اليوم عند العامة بالكسيكيس بالتصغير، وماء هذا الصهريج يمر وسط المسجد في ساقية مزلجة غير مقبوة إلى أن يصل لباب الحفاة، والنهج الذي به هذا الباب يعرف في ماضي الأعصر بالشماعين، وفي حاضرها بقبة العطارين.
وأما مسمى باب الزرائعيين فهو البويب الصغير المتصل بباب الحفاة القديم الشرقي المعد هو أي البويب المذكور لدخول المؤذنين ليلا للمسجد ولا أذكر الآن وجه إضافته للزرائعيين.
وباب الكنيف المشار له قد حول منذ أعصر خوال وصار في محله، وكان للبيع والابتياع وأحدث لها باب بمنعطف الأصلي القديم، ولا زال قوس ذلك الباب ظاهرا للعيان في أعلى الدكان المذكور محدثا، كما أنه لا زال أثر قنوات باب الحفاة القديم ومحل انصباب فيض مائة للوادي المضاف الكبير المار بالشارع