للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زاد غيره أن ابن مشعل هذا كانت له صولة على المسلمين واستهزاء بالدين وأهله، قلت: بذلك يكون ناقضا لعهد الذمة، ليس لماله ولا لدمه حرمة.

وتذكر هنا قضية كعب بن الأشرف اليهودى وتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- من فتك به ليلا على نحو الصفة التي فعلها المترجم هنا، وهي في صحيح البخاري وغيره، قال في النشر: ولاحت للمغرب السعادة والبشائر، وانتعش به بعد الإشراف على الموت كل حيوان من ناطق وصاهل وطائر، وكل خير من ربنا الملك الوهاب، ولكل أجل كتاب.

وذكر لى بعضهم مما هو شائع عند بنى يزناسن بالزاى أن اليهودى المذكور كان بدار له متحصنا بجبالهم وهم محزبون عليه، فما زال المولى الرشيد يلاطفهم في أمره حتَّى فهم اليهودى أنهم قد أسلموه، فنزل إليه بهدية فقبض عليه وقتله ودخل داره واستخرج ما فيها من الأموال، فالله أعلم أي ذلك كان وكيف كان هـ.

هذا وقد وقع في أصول التاريخ للكنت دو كاسترى المؤرخ الفرنسى نقلا عن أسير الدولتين الرشيدية والإسماعيلية أن خروج المترجم من تافلالت كان في رفقة قواد ثلاثة، أحدهم أسود اللون والآخران عربيان وأنهم قصدوا وادى درعة مع من كان معهم من الجنود بقصد شن الغارات.

وأن أخاه المولى محمد لما علم بذلك أرسل بعض الفرسان في طلبهم، ولما مثلوا بين يديه أوقع القبض على صاحب الترجمة وأودعه السجن، وأقام الحد الشرعى على بقية أتباعه بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، ثم بعد أيام قلائل فر المترجم من السجن وجمع عليه جنودًا صار بها ذا قوة وبأس شديد، ثم ظفر به أخوه المذكور ثانية رغم جنوده المجندة وأودعه السجن وشد في حراسته، وبقى بالسجن مدة طويلة إلى أن استعان ببعض مواليه في فتح نقب بجدار السجن انفلت منه، وأنه بعد انفلاته قتل ذلك المعين، لأنه صار لا يأمن خيانته بجد أن خان

<<  <  ج: ص:  >  >>