فامتنع الشامي من النظارة فسجن سبعة أشهر، ولما ضاق به الأمر أجاب على شرط أن لا يتعرض له قاض ولا وال لأن الأحباس كلها حارها اللصوص والأشراف أيام الفترة، حتَّى كادت أن تستأصل كلها واشتغل بالبحث عنها واستظهارها، ومن اتهم بربع أو أرض أو جنان أو دكان يحوز ما عنده من الرباع، فما ظهر رسمه رده له وما وجد مغصوبًا أولا رسم عنده علم أنَّه مغصوب فيحوزه للحبس، حتَّى رد الأوقاف كلها وزاد عليها ما وجد مغصوبا من الوقف أو غيره.
ولما ولى المزوار القضاء كان كثيرا ما يرد أحكامه المفتى عبد الوهاب الفاسى في نوارل وأحكام تقع منه مخالفة للمشهور، وعلم بذلك ابن القاضي كتب لمولاى رشيد يقول له إن من أشرت عليك بولايته له أصهار، وأصحاب تجار، ومخالط لأعيان فجار، فأقلنى من عهدته أقالك الله من عذاب النار، فكتب له أن ينظر للقضاء من هو أهل غريب الدار، لا قرابة له ولا أنصار، خامل الذكر فذكر له المجاصى الغياثى فولاه القضاء بفاس هـ.
قال في النشر: وفى يوم الخميس الَّذي بعده يعنى بعد الخميس الَّذي ولى فيه حمدون المذكور خطة القضاء قتل ابن صالح وابن الصغير ثم ولديه، ثم أخرج مولاى الرشيد بحركته للغرب فانهزم منه الرئيس الخضر غيلان ومن معه، وتبعهم فدخل القصر، وخرج إلى آصيلا، ورجع مولاى رشيد من القصر ثم عاد لحصاره (١) هـ.
وقال الأسير مويت كان خروج المولى الرشيد لقتال عبد القادر غيلان في ثمانية آلاف فارس واثنين وثلاثين ألف رام، فتلقاه غيلان بستة وعشرين ألف جندى كلها مدربة على القتال لما كان بينهم وبين النصارى من المحاربة بالشواطى، ولما التقى الجمعان كان النصر الأخير لمولاى الرشيد وانهزمت جيوش غيلان أمام