للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على فاس فحاصرها إلى الخميس، وبقى جيشه مقاتلا إلى يوم الاثنين ثالث ذى الحجة، فأصبح بفاس الجديد وقد دخل من أعلى السور ليلا من جهة الملاح، وفر رئيسهم الدريدى، ثم نزل عشيته فاسا ففر ابن الصغير رئيس اللمطيين ليلا إلى بستيون باب الجيسة، وفر أحمد بن صالح رئيس الأندلسيين صبيحة غده وطلع أهل فاس فبايعوا مولانا الرشيد ونصروه، وقبض ابن صالح قبل الزوال بحوز البلد، وقتل جماعة من أصحابه وسجن بباب دار ابن شكره (١) بفاس الجديد، وولى القضاء حمدون المزوار يوم الخميس سادس الحجة (٢) هـ.

وفى شرح الزيانى على نظمه التاريخى المعنون بألفية السلوك: أن تولية حمدون القضاء كان بإشارة من الأستاذ أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي، وذلك أن المترجم لما جلس على أريكة الملك بالعاصمة الفاسية، وجه للأستاذ المذكور يستقدمه عليه فأجاب بعدم قدرته على القدوم لكبر سنه وملازمته لبيته، فلما جاء جوابه للمترجم قال للرسول: إنى آتيه يخرج لمحل قريب من بيته آتيه فيه، فخرج لغرسة درب الدرج حائطها موال لمصمودة، ولما قدم السلطان فتحوا له في حائط الغرسة نقبا دخل منه إليها واجتمعا معا، فقال له: جئتك لأستشيرك فيمن أوليه بفاس من حاكم وقاض ومحتسب وناظر، فقال له: أما الحاكم فلا أتقلده، والقاضى حمدون المزوار، والمحتسب عبد العزيز المركنى الفلالى، والناظر العدل مسعود الشامي.

ولما خرج من عنده أمر أن يبنى بالمحل الَّذي دخل منه باب وبقى طريقا، فهو درب الدرج لم يكن قبله، ولما بلغ دار الإمارة نفذ الإمارة لسيدى محمد بن أحمد الفاسى، والقضاء للمزوار، والحسبة والنظارة لمن ذكر.


(١) في المطبوع: "دار ابن شقراء" والمثبت من المثانى.
(٢) نشر المثانى في الموسوعة ٤/ ١٥٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>