افرجس) توصلنا بكتابك طالبا الإذن في الدنو من حضرتنا، فلك أن تدنو وقد أعطيناك تمام الأمان في قضاء ما أتيت من أجله، وإذا دنوت فلا تجد بحول الله إلَّا الأمن التام والاطمئنان، والسلام على من اتبع الهدى، كتب في أوائل شوال عام ١٠٧٦.
ولما ورد السفير على حضرة المترجم اعتنى به وأكرم وفادته، ثم لما مثل بين يديه وذلك بالقصر الفاخر المشيد بفاس فاتح إبريل سنة ١٦٧١ أملى خطبة إليك ملخص ترجمتها:
أيها الشريف الجليل جئت بإذن مولاى ملك فرنسا لأقدم لجلالتكم فائق احتراماته وأؤكد لكم أنَّه راغب كثيرًا في صداقتكم ومستعد لقضاء ما يهمكم في مملكته، وتصديقا لما أقوله هأنا أسلم لجنابكم رسالة كلفنى مولاى بتسليمها إليكم وأنتظر الجواب بما يظهر لكم، وإني أعد نفسى أسعد الخلق حيث كلفنى أميرى بهذه المهمة، وسأكون أول من يحمل إلى فرنسا خبر هذا اللقى الحسن الَّذي اقتبلتنى به جلالتكم، وأسأل الله أن يطيل بقاءكم وأن يمتعكم بدوام السعادة ويبلغكم ما تتمنون هـ.
ثم قدم لصاحب الترجمة كتاب ملك فرنسا الَّذي جاء متأبطا له وإليك فحواه: إلى الشريف العظيم مولاى رشيد، فإن ما نسمعه عن جلالتكم من أنها تقتبل اقتبالا حسنا كل من تشرف بالوصول إلى أعتابكم حقق لنا ستقبلون بفرح التاجر (رولان افرجس) الَّذي أوفدناه إليكم سعيا في ربط علائق الصداقة معكم، وقد كلفناه أن يعرض عليكم قضاء كل ما يخصكم من مملكتنا وأن يكلمكم في شان أمور أُخر وفى فتح باب التجارة بين رعيتكم ورعيتنا، وقد أذنا للتاجرين (ميشيل) و (رولان افرجس) أن يؤسسوا شركة من أعيان دولتنا فنطلب منكم أن تساعدوهما على ذلك، وإننا مستعدون لإعطاء دلائل المحبة والاحترام اللذين