للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نضمرهما لجلالتكم، وهذا ما نريده منكم، ونسأل الله أن يديم عزكم وأن يجعلكم سعداء أولا وآخرًا، وكتب بباريز في ١٩ نونبر سنة ١٦٦٥ هـ.

ثم إن السفير طلب من جلالة الأمير المترجم أن يأذن له يجعل شركة فرنسية بفاس بقصد التجارة في الجلود والشمع والنحاس والصوف فلم يجبه لذلك، وبعد انتهاء حفلة الاستقبال وجه المترجم للسفير جواب كتاب أميره الَّذي أتى به وها نصّ ترجمته: الحمد لله ولا غالب إلا الله المنصور بالله أمير المؤمنين المجاهد في سبيل رب العالمين رشيد إلى عظيم النصارى لويز، السلام على من اتبع الهدى، وبعد: فقد بُلغنا كتابك وقرأناه وفهمنا ما فيه من طلبك إلا من لمن أراد من رعاياك التجارة في بلادنا فقد أعطينا الأمان كل من أتى إلى بلادنا ومن سيأتى بقصد التجارة وفى ٢٦ شوال عام ١٠٧٦ (١) كتبه كاتب عن أذنه حرسه الله بمنه (٢) وأمر السفير بالرجوع من حيث أتى، ولما رأى أن حيلته بارت ومساعيه لم تنجح أخذ في بيع ما أتى به من السلع، ثم بعد مدة حدث له شنئان مع بعض التجار قضى عليه برفع الشكوى به لحضرة المترجم فسار إليه لأجل ذلك، والحال أن المترجم كان يعتقد أن هذا السفير رجع إلى بلده وأدى مأموريته التي أتى من أجلها، ولما رآه وعلم أنَّه لا زال بالديار المغربية لم يبق له أدنى ريب في أنَّه مفتر فيما ادعاه من


(١) في هامش المطبوع: يوافق هذا التاريخ فاتح ماى سنة ١٦٦٦.
(٢) في هامش المطبوع: سجل أصل هذا الكتاب في صحيفة ٢٠ من الجزء ٣ في الوزارة الخارجية الفرنسية قال بعض مؤرخى أوروبا كان هذا الكتاب محررا باللغة العربية ولكنه لم يقع العثور على أصله ولا على ترجمته الإصبانية وإنما الموجود ترجمته من اللغة الإصبانية إلى الفرنسية وقد كان المولى الرشيد أصدره من تازا وكان مغشى بمنسوج الحرير الأزرق وتوجيهه للويز كان بواسطة الوزير كولبير هـ مؤلف".

<<  <  ج: ص:  >  >>