السفارة محتال في جر النار لقرصه فنزع منه ما كان دفعه إليه من الأجوبة، وألزمه مغادرة المملكة المغربية من حينه ولم يسمح له بملاقاة ثانية.
وقد فند الكنت دو كاسترى كون ذلك الكتاب الَّذي جاء متأبطا له هذا السفير صدر من ملك فرنسا للمترجم قائلا: لأن مولاى الرشيد إذ ذاك لا زال لم يظهر أمره حتَّى يعلم به ملكهم، وإنما كان الملك دفع لزاعم السفارة كتابا للشيخ عراس لكونه كان مشهورًا مسموعا به ولما جاء التاجر رولان المذكور للديار المغربية وعلم بسلطنة مولاى الرشيد زور ذلك الكتاب ليتوصل به لغرضه.
وانظر تفنيده هذا مع ما جاء في صحيفة ١٩٦ كتاب من ينابيع التاريخ له نفسه من رسالة لويز الرابع عشر التي كاتب بها المترجم من (سان جرمان) بتاريخ ٨ دجنبر سنة ١٦٦٦ وإليك ترجمتها:
"من الملك إلى مولاى رشيد ملك فاس الأمير المعظم الأفخم، صديقنا الأعز، لقد بعث إلينا بكتابكم التاجر رولان فرجس الَّذي كنا أوفدناه عليكم بقصد إنشاء محلات للتجارة بين أهل رعيتنا ورعيتكم لما في ذلك من الفائدة للجانبين، فجاء ذلك الكتاب جوابا للرسالة التي كنا كلفناه حملها إليكم، وقد سرنا قبولكم لطلبنا بفتح أبواب المتاجر قبولا حسنا كما يستفاد ذلك من جوابكم ومما أخبرنا به هو نفسه، كما سررنا بإكرامكم لوفادته فشكرا لكم على اعتباركم لجانبنا، ونرجو أن تدوم هذه العلائق الحسنة بيننا وأن تزيد الروابط متانة بين أهل دولتنا ودولتكم، لذلك فإنا نكتب إليكم مرة أخرى طالبين منكم أن تعضدوا التاجر (فرجس) المذكور مع أخيه وشريكه (مالبنى) وأحسن برهان تبدونه على محبتكم إلينا هو إعانة الشركة المذكورة وإجابتها إلى كل طلب تقدمه إليكم. هذا ونؤكد لكم بأننا أخذنا حظًا وافرًا من فرحكم بعد انتصاركم على المرابط (الخضر غيلان) الَّذي كان