للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ستلبون هذا الطلب، وبذلك نكون مدينين لكم بحسن الاعتراف، ولنا اليقين بأنكم ستصدرون أوامركم لقوادكم ولأهل رعيتكم بتأمين تجارنا الذين يفدون على مملكتكم حتَّى لا يلقى عليهم قبض ولا يسجنون، وهذا ما نؤمله من حسن التفاتكم الَّذي يمتن علائقنا، ونطلب الله المتعال أن يزيد في عزكم يا أيها الملك الهمام المعظم وأن يختم عليكم بالسعادة وكتب بعاصمة باريز في ٢١ فبراير ١٦٧٢ حبيبك المخلص لويز.

وتحته توقيع "كولبير وزير التجارة" هـ من صحيفة ٤١٤ من الجزء الأول من ينابيع التاريخ.

وقال مؤلفه الكنت دو كاسترى فيما علقه على هذا المكتوب إن هذا الكتاب لم يبلغ لمولاى رشيد لأنه توفى بمراكش في ١١ حجة سنة ١٠٨٧ موافق ٩ إبريل سنة ١٦٧٢، ولما لم يصل هذا الكتاب طلب فرمون أحد وزراء لويز من الوزير الأعظم كولبير كتابا آخر مثله لمولاى إسماعيل هـ.

وفى سنة ١٦٧٠ وجه ملك الإنجليز وهو يومئذ كرلوس ٢ [هارى هوراس] سفيرا للمترجم يهنئه بالانتصار ومعه هدايا فاخرة من جملتها رماح طوال وستة مدافع من النحاس وعربة مزخرفة يجرها اثنا عشر فرسا وثياب.

ولما وصل السفير إلى طنجة وجه إلى صاحب الترجمة بالرماح فسر بها وأصدر أوامره لعمال القصر وتطاوين بإمداد السفير بسائر ما يحتاج إليه من لوازم السفر الكافية لوصوله للحضرة السلطانية، وبينما السفر يتهيأ من طنجة إذ ورد عليه الأمر السلطانى بتأخير سفره نحو الخمسة عشر يوما حيث عرض له ما أقلق راحة الرعية، وكدر صفو الأمن العام بسببها، ورأى أنَّه لابد له من النهوض لحسم مادة ذلك الفساد بنفسه قبل اتساع خرقه فأجاب السفير بالسمع والطاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>