إخوته، ولما يئس من نصرتهم ذهب لسجلماسة فدخلها من غير قتال، ثم انتقل منها إلى درعة، ثم لسوس فكتب إليه أهل مراكش يستقدمونه ولو وحده فقدم عليهم ليلا فأعلنوا بنصره، وقتلوا عبد الله أعراس عامل الشيخ وشبت حروب.
ثم لما اتصل الخبر بالشيخ بفاس اهتم لذلك واغتاظ، وصار يضرب الأخماس في الأسداس، وأخذت الأنفة والحمية أهل فاس لما وقع بإخوانهم الذين كانوا بمراكش، فتعصبوا للشيخ وتحزبوا وتطوعوا بالمقاتلة، ولما رأى ذلك الشيخ هيا ولده عبد الله وعقد له على جيش لا يستهان به، فخرج قاصدًا مراكش.
ولما بلغ الخبر زيدان وجه الباشا مصطفى بجيوش جرارة، ولما التقى الجمعان وقعت الكرة عليه، وقتل من جيشه نحو التسعة آلاف، وذلك بموضع يقال له تفلفلت على طريق سلا.
ثم توجه عبد الله في جيشه لمراكش منصورًا، فخرج إليه أهلها في ستة وثلاثين ألف مقاتل فالتقى الجمعان أيضًا بموضع يقال له رأس العين فهزم أهل مراكش، ودخل البلد عنوة، ففر المترجم إلى المعاقل وشواهق الجبال وفعل عبد الله في مراكش أفعالا فظيعة، أنتجت له حنق الأمة عليه، وشق عصا الطاعة في وجهه فخرج من مراكش مهزوما مكسور الشوكة، وكتب أهل مراكش للمترجم يستقدمونه فقدم عليهم وقابل المسيئين بالإحسان وذلك آخر شوال عام ثمانية عشر وألف.
ثم بعث الباشا مصطفى لفاس وخيمت محلته بظاهر الزاوية واستولى على زروع أصحاب المأمون وفرقها في أصحابه.
وفى عام تسعة عشر وألف انتهز صاحب الترجمة الفرصة فاحتل مدينة تازا، وبعث قائده عبد الصمد لتسكين روعة أهل فاس والإعلان بنصره، ولما أمر بالنداء