للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمسجد وكان لهذه الأحجار قيّم على تنظيفها كل حين، وله على ذلك جراية شهرية من الحبس المعين لذلك.

ولم تزل تلك الأحجار قائمة والقَيّمَ على تنظيفها بالمرصاد طبق ما وصف إلى أن رصفت الدولة الحامية ذلك النهج كله بالحجر المنجور في الحين الحالي فأزيلت تلك الأحجار وانقطعت الجراية وأبطل العمل.

وباب الخضر وهو لا يفتح إلا يوم الجمعة ولا أدري ما وجه هذه التسمية ولا العلة في كونه لا يفتح إلا في يوم المذكور.

وباب تربيعة الذهب سمي بذلك لكونه في مقابلة تربيعة القيسارية المعدة الأزمنة الماضية لبيع الحلي والجواهر الثمينة النفيسة، وكانت محكمة القاضي متصلة بهذا الباب في تلك الأعصر، وهي الآن دكان تباع بها أنواع المتاجر، وهذه الأبواب الخمسة كلها في شرقي المسجد بالنهج المسمى في الماضي بسماط الشهود وفي الحاضر بزقاق ساباط السبْع -بسكون الباء.

وباب الخضارين وبجانبه متصلا به بويب صغير يدخل منه النساء لصلاة الجمعة والمؤذنون ليلا مثل باب الزرائعيين، وهذان البابان هما المقابلان لباب مدرسة الخضارين، وكان بين باب الخضارين هذا وباب المدرسة قبالته حجارات بالأرض على نحو ما كان في باب مدرسة الشهود وباب المسجد قبالتها، وباب سماط الشهود الآن، ويقابل هذا الباب المكتب الذي كان محكمة القضاة فيما سلف، ولم يزل معدًّا لذلك إلى زمان تولية شيخ بعض شيوخنا العلامة المتضلع النقاد حامل لواء المعقول والمنقول في زمانه سيدي أحمد بن سودة المري خطه القضاء بالعاصمة، وهذا المكتب لا زال إلى الآن قائم العين وسط سماط العدول المذكور، وقد كان هذا السماط فيما سلف وغَبَر، مُعَدًّا لبيع الخضر، ثم رجع سماطا لباعة الحرير يعرف بالحرارين، ثم رجع سماطا للعدول ولا زال كذلك إلى الحين الحالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>