اثنتى عشرة سنة، وحملت جئته فدفنت بروضة أبي العباس السبتى تحت المكتب المعلق هنالك على المسجد الجامع، وقد رمز لقتل أبي على وموته أبو العباس أحمد المديد المراكشى بقوله:(أقام طيشا، ومات كبشا) وهو من بديع التلميح وحسن التورية.
قال صاحب نزهة الحادى: زعم أصحابه أنَّه لم يمت، وحدثني من أثق به أن أهل وادى الساورة إلى الآن فيهم من هو على هذا الاعتقاد.
ولما قتل أبو على دخل يحيى مراكش واستقر بدار الخلافة وألقى بها عصا تسياره، ورام أن يتخذها دار قراره، فكتب له المترجم قائلا: إن كنت جئت لنصرتى وكف يد ذلك الثائر عنى فقد أبلغت المراد، وشفيت الفؤاد، وإن كنت رمت جر النار لقرصك، وتجعل الملك من قنصك، فأقر الله عينك به، فتجهز يحيى للرجوع لوطنه وأظهر العفة عن الملك، وأنه إنما جاء ليدافع عن الملك الَّذي بيعته في عنقه، وانقلب لبلاده ورجع صاحب الترجمة لمراكش:
مؤلفاته: منها تفسير القرآن المجيد اعتمد فيه على ابن عطية والكشاف.
شعره: من ذلك قوله:
أهلكلتنا سوالف وخدود ... وعيون مدعجات رقود
ووجوه يبارك الله فيها ... وشعور على المناكب سود
أهلكتنا الظبا ونحن أذلة ... وخضعنا لها ونحن أسود
وقوله:
مررت بقبر رائق وسط روضة ... عليه من النوار مثل النمارق
فقلت لمن هذا فقالوا بذلة ... ترحم عليه إنه قبر عاشق