للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولدى، وأنت ولدى وأوصاهما بما يجب من حسن المعاشرة والقيام بالحقوق، ودفع للمولى إدريس ياقوتة عظيمة يبلغها للروضة الكريمة على صاحبها الصلاة والسلام لتعلق هناك، وقد رأيتها فما رأيت مثلها في الصفاء والكبر وزنها رطل وست أواقى، وعليها شباك من ذهب مرصع باليواقيت، وجعل لها سلسلة لعلاقتها، وجعلت في صندوق من الذهب سترة لها أهديت إليه من بلاد النصارى، وقد قومت بأربعة وعشرين قنطارا من المال فوصلت وعلقت هنالك.

وكان لما سافر مرة أخرى قيل أعطاه ياقوتة وهي أصغر من الأولى قومت بأربعة عشر قنطارًا في كل قنطار ألف مثقال، وهما للآن معلقتان بالروضة المباركة هـ ملفقا.

وقد كان المترجم عند موت والده مستقرا بسجلماسة، ثم لما قامت الفوضى بين العبيد وإخوته وامتدت أطنابها واشتدت شوكة العبيد وكثر الهرج والمرج، ولاسيما بين الإخوة المولى عبد الله والمولى المستضئ، وأبى عبد الله محمد بن عريبة على ما سيمر بك في تراجمهم إن شاء الله قدم المترجم لمكناسة من سجلماسة زائرًا لا طامعا في الرياسة فلما حل بمكناسة اتفق أن كان الدور للمستضئ، فألقى عليه القبض وأودعه السجن ثمانية أشهر على ما في الدر المنتخب، ثم أخرجه للمشور وأوجعه ضربا أشرف به على التلف فصبر واحتسب ولم ينطق ببنت شفة، ثم رده للسجن ثم أمر بإخراجه وتوجيهه مقيدًا لسجلماسة مع بعض المساجين من الأشراف للسجن بها.

فلما بلغ الخبر العبيد وجهوا من اقتفى أثره ليرده، فلحق به لصفرو فأزال قيده ووجه به لبنى يازغة للجلوس عند القائد أحمد القعيدى، وأوصاه به خيرًا فأكرم وفادته وأنزله منزلا رحبا ولم يزل عنده محل إجلال وتكريم إلى أن أعزل المستضئ، وبويع المولى عبد الله بيعته الثانية ففرح المترجم وابتهج بخلع الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>