وبيعة الثانى، وذهب من بنى يازغة لفاس وبقى به مدة ثم في ثالث عشرى قعدة عام اثنين وخمسين ومائة وألف ذهب لمكناسة وبقى بها مدة، ثم ذهب إلى طنجة، وأقام عند الباشا أحمد الريفى في شفوف مكانة.
وكان الباشا أحمد يعلم أن ذلك لا يستقر له وأنه لا بد له من شريف يستند إليه، وكان لا يحب مولاى عبد الله لسابق منافرة تقدمت بينهما أدت إلى قتل مولاى عبد الله من أتاه من أصحاب القائد المذكورة فسارع الريفى إلى نصر المترجم، وبايعه العبيد الذين كانوا معه على وفاق واتفقوا على قبض السلطان مولاى عبد الله وقتله فأوعز إليه بعضهم ما وقع تظافرهم عليه، فوجه لأمه خناثة بنت بكار فهربت لفاس الجديد ولما أصبح تبعها هو إلى أن نزل برأس الماء ثم إن العبيد كتبوا للباشا أحمد ووجهوا له جريدة من الخيل لتشييع المترجم وخفارته إلى أن يحل بدار ملك أبيه ويتسنم أريكته، فأحضر الباشا المذكور القضاة من مدينة تطوان وطنجة والعرايش والقصر وشفشاون والعلماء وأعيان القبائل الفحصية والحياينة في يوم مشهود، وعرض عليهم بيعة المترجم فبايعوه، وذلك في أول يوم من ربيع الأول عام ثمانية وخمسين ومائة وألف ووصل الباشا الأشراف والعلماء والأيتام والأرامل الضعاف والجيوش بصلات سنية، ووجه لعبيد مكناسة أهل الديوان حظهم من ذلك بمناسبة بيعة المترجم ثم توجه قاصدًا مكناسة دار ملك أبيه فيمن جاء لخفارته وغيرهم من فرسان العبيد.
ولما دخلها حضر القاضي والفقهاء والأشراف وأهل الحل والابرام في العبيد وبايعوه البيعة العامة وكتبوا ببيعته للآفاق ووفدت إليه الوفود من الحواضر والبوادى ما عدا الودايا وأهل فاس فإنهم كانوا شيعة مولاى عبد الله وكان دخوله لمكناس وجلوسه على أريكة الملك بها يوم الاثنين الثانى عشر من ربيع الثانى أحد شهور العام المذكور، ثم لما اتصل الخبر بذلك لمولاى عبد الله فر من رأس الماء إلى الجبال