للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرضية، وشفقة وحنان، وميل لجانب الله، محب في الصالحين، موال لهم، منحاش لأهل الفضل والدين، صلب في دينه، مؤتمر بأوامر والده.

ولما بلغ أشده وظهرت نجابته استخلفه والده على مكناس كما في الترجمان المعرب، وقيل: إنه استخلفه بفاس، والأول أصح وذلك عام اثنين ومائة وألف، وعقد له على جيش أهل فاس، ووجهه إلى الترك حيث بلغه أنهم تعدوا الحدود وأضروا بالمجاورين لهم من إيالته المغربية، ثم بدا لوالده اللحوق به فلحق بأطراف المغرب الأوسط، وأبرم الصلح مع الأتراك ورجع لحضرته السلطانية.

وقيل: إن الَّذي تولى عقد الصلح مع الأتراك هو أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسى اختاره السلطان المولى إسماعيل لقضاء هذه المهمة لعلمه وحذقه ونباهته، وفى ربيع سنة ست ومائة وألف خرج المترجم في عسكر جرار تتلاطم أموجه إلى ناحية تلمسان، بعد أن قتل النائب بفاس أبا العباس أحمد السلاوى، فقاتل الترك ونال منهم، ورجع وفى سنة إحدى عشرة ومائة وألف نقل من ولاية مكناسة كما في الترجمان.

وولى على بلاد الشرك، فكان يغير على بلاد الترك إلى أن شردهم عن نواحى تلمسان أخذًا بالثأر منهم، وانتهى في بعض أيام غاراته إلى مدينة معسكر فاقتحمها واستولى على دار أميرها عثمان باى وأخذ جميع ما فيها من الذخائر والأمتعة، وعثمان إذ ذاك غائب فلم يرض ذلك والده للصلح الَّذي كان أبرمه مع السلطان مصطفى العثمانى، ولذلك عزله عن البلاد الشركية، وولى مكانه أخاه المولى حفيد.

وفى سنة ثلاث عشرة ومائة وألف عين من قبل والده خليفة على فاس، وبعث معه حمدون الروسى عاملا عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>