للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى سنة أربع عشرة ومائة وألف وجهه والده لقتال أخيه الولى محمد العالم الَّذي ثار بالبلاد السوسية ودعا لنفسه واقتحم مراكش ودخلها عنوة، فسار في عساكر ذات بال، ولما وصل مراكش وجد المولى محمدًا بارحها وعاد لتارودانت، فاقتفى أثره إلى أن خيم على تارودانت وشبت الحرب بينهما ودامت وتسعرت نيرانها إلى أن كان الظفر للمترجم، فاستولى على تارودانت وقبض على أخيه المولى محمد ووجهه لوالده ومكث خليفة بتارودانت إلى أن وافته منيته فيها.

شعره: من ذلك قوله حسبما نسبه له العلامة الثبت مولاى عبد السلام بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل السلطان الجليل ومن خطه نقلت:

لم أنس يوما زارنى قمرى ... فكمل الأنس به إذ جلس

قبلت منه الخد مختلسا ... وإنما العيش الشهى خلس

وملت للثغر على غرة منه ... فما أطيب ذاك اللعس

فجادلى بالريق حيث درى ... أنى عليل لا أطيق النفس

وبت نشوانا بعافية ... أغتنم الفرصة عند الغلس

وقوله:

أتتك على رغم الرقيب حمائلى ... وهي بأسباب الوصال وسائلى

فدونك فاختر ما يزينك لونه ... وزرنى ولا يشغلك عذل العواذل

على أن سيف اللحظ أمضى من الَّذي ... أتاك فكن يا منيتى خير واصل

وفاته: توفى بتارودانت عام تسعة عشر ومائة وألف، وحمل في تابوت إلى مكناسة فدفن ليلا إلى جنب أخيه المولى محمد العالم، هكذا قال الزيانى ومن تبعه، وعندى أن ذلك وهم لا يكاد يصح إذ في سنة سبع وثلاثين كان لازال حيا يرزق قطعا في منتصف رمضان منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>