للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجبا ولطفا وغريب منزع ... وغور أصل وجميل موقع

فكم موشح يزيل حزنا ... وكم مربع يقر الأعينا

وكم نسيب يستفز الأريحى ... وكم غزال يصطفى بالفرح

وسل عيون الشعر عن مقاله ... تعرف جمالا بَان في أقواله

فهو الأديب الشاعر المعتبر ... أو البليغ في النظام الناثر (١)

وكان في الفقه نسيج وحده ... وفى المعالى حكما في جنده

وكم ترسل يحل العقدا ... وكم ضراعة تنيل مددا

وكم مديح للرسول المجتبى ... أقر بالقصور عنه النجبا

وكان في الفتاوى لا يجارى ... وفى القضا والحكم لا يمارى

وكان يختم القوافى بالملح ... مما يثير ضحكا للانشراح (٢)

كبيتى الطيب الَّذي يشم ... سلبا وإيجابا وذاك يسمو

وغيرها وهو كثير تعرف ... من شأنه وهو بها متصف

مثل ندائه كذى السكربوو ... وبألا لدامجئ مارجوا

ضمن ذا الأشعار والتوشيحا ... فجاء في انبساطه مليحا،

وقد اعتراه جذب في آخر عمره وقيل افتعل ذلك للانسلاخ من وظيف القضاء، وقد شوهدت له في ذلك الإبان مكاشفات، من ذلك ما أخبرنى به بلديه قاضى الرباط الحالى العلامة السيد محمد بن عبد السلام الرندة أنَّه أخبره الأشيب


(١) في هامش المطبوع: "فيه من العيوب ما في البيت السادس ترقيا هـ".
(٢) في هامش المطبوع: "فيه من عيوب القافية الردف وليس في البيت الأول وذلك مما لا يجوز".

<<  <  ج: ص:  >  >>