الحاج محمد فتحا الرجراجى الرباطى، أنَّه أخبره المسن المنتسب سيدى بنعاشر الحداد الرباطى، أنَّه كان جالسا بدكان مع بعض بسوق السبيطريين برباط الفتح، فرأيا المترجم وقد اعتراه الجذب وهو برأس باب الخزازين فتذاكرا فيما حصل له بعد ما كان في رتبة القضاء، فقال أحدهما للآخر: إنه يقال إنه في رتبة سيدى أبي العباس السبتى، ثم خاضا في حديثهما الأول ونسيا حديثهما الاستطرادى في شأنه، والحال أن بينهما وبينه مسافة بعيدة يستحيل عادة سماعه كلاهما، ثم بعد مدة طويلة وصل إليهما وحياهما، وأعقب التحية بقوله: ومن هو أبو العباس السبتى؟ يبول ويتغوط كالناس، قال الرجراجى: قال الحداد: فتيقنا أنَّه كاشفنا فيما قلنا عنه هـ.
وقول ذلك القائل: إنه في رتبة سيدى أبي العباس السبتى، لعل سبب هذا القيل ما كان يشاهد منه في حال جذبه من كثرة بذل الدراهم للمساكين وللصبيان، فكان يحمل العدد من الدراهم في وعاء ويمر في طريق الرباط، فإذا رأى جماعة من صبيان المكاتب يبدد لهم ذلك فيتخاطفون على ذلك وهو ينظر إليهم ويتبسم، وحال أبي العباس السبتى في مثل ذلك شهير، وترجمته في نفح الطيب وغيره وقد أفردت بالتأليف.
مشيخته: أخذ عن الشيخ الرهونى، وهو من أحذق تلامذته وأعلمهم، وهو أحد من قرض حاشيته على الزرقانى والشيخ بنانى، كما قرضها بلديه ابن التهامى ابن عمرو، وكما أخذ أيضًا عن العلامة الغربى الرباطى، والقاضى ابن العروسى، وعن السيد أحمد الحكمى قاضى العدوتين وغيرهم.
الآخذون عنه: أخذ عنه العلامة الخطيب السيد المكي بوجندار، والعلامة السيد الطاهر بريطل وغيرهما.