(زرارة) والذي يقفو هواهم ... فأمسوا ما لهم إلا الضريح
أتاهم سيد مالك همام ... بجند لا يقيل ولا يريح
بأبطال كماة كل شهم ... له سيف ومركبه سبوح
فشرد جمعهم في كل وجه ... ومكن من رقابهم الصفيح
فهاهم بعد رفعتهم بخفض ... أسير أو قتيل أو جريح
فأين هداية (المهدى) فيهم ... وزعمه أنَّه هو المسيح
وأنه في الكهانة أعلى شيخ ... وعنه يروى شق أو سطيح
ألم يخبره شيطان وسحر ... بأنه في مصارعه الذبيح
وأن إمامنا المنصور يحوى ... ذخائره وحصنه يستبيح
ويتركه يبابا بعد أنس ... فبان بأنه الغر الوقيح
فمن يهدى الإله فلا مضل ... ومن يضلل فلا هاد يزيح
فلو جنح البغاة إلى إمام ... له للفضل والعليا جنوح
لألفوا سيدا ملكا حليما ... أما يدرونه وهو الصفوح
تعطف في الشبيبة بالمعالى ... وليس لغير علياء يشيح
فكيف وقد أتاه الله ملكا ... عظيما عنده المجد الصريح
سرى من سراة بنى على ... لهم والخالق النسب الصحيح
سرت أسرار خير الخلق فيهم ... مشارق نوره منهم تلوح
أُفديهم وأَفديهم بروحى ... وما لى عن ودادهم نزوح
أدين بحبهم رب البرايا ... وفيهم دائما يحلو المديح