للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنعمل معنا شرع جدك، وتقف عند حدك، وبالغوا في وعظه واستعطافه إلى أن أخذته قشعريرة وعلاه سلطان الحق فأذعن له، وقال: والله ما أوقعنا في هذا المحظور إلا شياطين العرب انتصروا بنا على أعدائهم وأوقعونا في معصية الله وأبلغناهم غرضهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وإنى أعاهد الله تعالى أن لا أتعرض بعد هذا اليوم لبلادكم ولا لرعيتكم بسوء، وإنى أعطيكم ذمة الله وذمة رسوله لا قطعت وادى تافنا إلى ناحيتكم إلا فيما يرضى الله ورسوله، وكتب لهم بذلك عهدًا إلى صاحب الجزائر.

وفى أواخر عام أربعة وسبعين وألف على ما في تاريخ الضعيف والدر المنتخب، نهض المترجم من تافلالت لتازا يترقب لفتح الغرب فأكل زرع أهل فاس والحياينة وانتسفه وأفسده، والذى في الاستقصا أن ذلك كان عام ثلاثة وسبعين وألف، ولعل نهبه لزرع أهل فاس والحياينة كان سببه خيانتهم في نصرته وقت كينونته بين أظهرهم ومحاربة أهل الدلاء له.

ووقعت إثر ذلك مجاعة عظيمة أكل الناس فيها الجيف والدواب والآدمى وخلت الدور، وعطلت المساجد. قال الضعيف: كان عدد من دفن من الأموات من المارستان فقط أربعة وثمانون ألفا فيما قيل، دون من دفن من غيره، قال: وكان يعد بحومة الدوح ستمائة رجل فلم يبق منهم إلا ثلاثون، وخرج من فاس جماعة من الأعيان إلى زاوية أهل الدلاء يستغيثون بأهلها من المترجم.

وفى يوم خميس من صفر العام، خرج المولى محمد بن عبد الله بن على ابن طاهر في أهل فاس والحياينة منصورًا لقتال المترجم، ورجع في يوم الثلاثاء القريب منه هـ.

وحكى في الاستقصا ما اقتصر عليه الضعيف من القول بنصر المولى محمد ابن عبد الله وخروجه لقتال ابن عمه صاحب الترجمة بقيل وصدر بقوله: وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>