لعاصمة ملكه مكناس، فاعتقله ولم يزل في اعتقاله إلى أن خلع المترجم وبويع للمستضئ فيما يأتى.
وفيه أيضًا وجه المترجم ولده عبد الكريم أميرًا على الرباط، فأقام على إمرته ستة وعشرين يوما، ثم عزله الحوات فانقلب راجعا لمكناس.
وفى رجب بلغ ثمن الوسق من الزرع ثمانين مثقالا، والشعير والذرة ما يقرب من ذلك، وبلغت الزيت خمسة وعشرين مثقالا للقنطار، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل بلغ القمح مائة مثقال، واستولى البخس على سائر الأشياء ما عدا ما يقتات به، وتفاحش الوباء حتى عجز الناس عن دفن موتاهم فلا يمر المار بزقاق من الأزقة إلا على صرعى الجثث، وبقيت الديار بلاقع لم يوجد من يعمرها.
وفى ذى الحجة الحرام أغاث الله بالمطر العباد، وسكنت روعة البلاد، فرخصت الأسعار إلى أن بلغ وسق الزرع ثلاثين أوقية بعد أن كان يساوى مائة مثقال.
وفى صفر العام نهض الباشا الحوات من الرمل وزحف لبنى حسن في جنود لا قبل لهم بها، فأوقع بهم وقعة شنعاء لما كان عليه من العتو والتمرد والعيث في الطرقات.
وفى صبيحة يوم الأربعاء تاسع وعشرى صفر المذكور أعلن الحوات بخلع صاحب الترجمة، وألقى القبض عليه وأوثقه بالحديد واعتقله بالقصبة من العاصمة المكناسية، وبويع لصنوه المستضئ بنور الله كما سنفصله في ترجمته بعد بحول الله، ولم يزل المترجم في عقاله إلى أن سرحه صنوه المستضئ المذكور ثالث ربيع الأول من العام، ووجه به مع أولاده إلى بلاده تافيلالت، ولما وصل القصابى أقام بها مدة، ثم نهض لتافيلالت، وكان ذلك آخر العهد به.