للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم توجه لعاصمة الجنوب مراكش، وكان وصوله إليها في أواخر المحرم فاتح عام اثنين وسبعين ومائتين وألف، ولما علم أهل فاس بحلوله الحضرة المراكشية أوفدوا إليه جماعة من أعيانهم يستعطفونه في الأوبة للعاصمة الفاسية واتخاذها محل استقراره ومقامته، فلاطفهم وقرر لهم أنه لا يمكنه المقام بأرض واحدة، وأنه يلزمه التطوف على سائر إيالته والمكث بكل عاصمة من عواصمه مدة لائقة بها ليتيسر لأهلها ملاقاته ورفع كل ما يهمهم إليه بدون أدنى مشقة تلحقهم، وردهم ردا جميلا.

وورد عليه بنو دراسن متشكين بما لحقهم من أذى جروان، وأنهم أخرجوهم من بلاهم بإعانة من الودايا، فأصدر أوامره لوالى مكناس بإنزالهم بأحواز البلد والسعى في المؤاخاة بينهم وبين آيت يمور ففعل، ولما لم تنته جروان عن إذاية المذكورين طير والى مكناس الحاج على السلوى الإعلام بذلك للمترجم، فأصدر إليه أوامره بنصرة المظلومين وتعزيز جانبهم والخروج في جيش العبيد لكسر صولة جروان، ولما التقى الجمعان بوادى ويسلن كانت الهزيمة على جروان وأشياعهم الودايا فقتل منهم آيت يدراش نحو الخمسمائة، ونهبوا حللهم، وقطعوا رءوس أعيان الودايا وعلقت بباب الجديد من مكناسة إرهابا للبغاة والمتمردين، ولما اتصل الخبر للمترجم اشتد غضبه على الودايا، وأضمر الإيقاع بهم جزاء لهم على سوء فعلهم.

ثم نهض من مراكش ووجهته مكناس، ولما وصل الرباط وجد الرئيس محمد عواد مانطة السلوى، والرئيس محمد عواد المعروف بقنديل، السلوى، والرايس العربى المستيرى الرباطى غنموا سفينة من سفن دولة السويد فأعطى لكل منهم كسوة وسيفا محلى بالذهب وخنجرا كذلك ومكحلة، ووصل من عداهم من البحرية بما أقر أعينهم، ثم سافر القائد العربى المستيرى في الحين فغنم سفينتين إحداهما للبرتقال والأخرى للسويد أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>