الفساد أن يعم ما حولها، فقتله المترجم ووجه برأسه لفاس، وولى على تلك القبائل الباشا العياشى وأنزله بشفشاون.
ثم ولى وجهه نحو تطاوين، ولما حل بها وتفقد شئونها أمر ببناء البرج بها والدار على مرسى مرتيل.
وتوجه لسبتة فوقف عليها وشاهد حصانتها ومنعتها، فتيقن أن لا مطمع في قصدها.
ثم صار لطنجة فاستقبله القائد عبد الصادق بن أحمد الريفى في القبائل الريفية فجاملهم وقابلهم أحسن قبول، ووصلهم وكساهم وأمر ابن عبد الصادق المذكور بالقيام على ساق في بناء ما ذكر بمرتيل، فأجاب بالسمع والطاعة، ووجه من حينه أخاه عبد الهادى للوقوف على ذلك.
ثم توجه صاحب الترجمة للعرائش وتفقد أحوالها، فوجدها خالية ليس بها إلا نحو مائتين من أهل الريف تحت كنف قواد الغرب الحبيب والسفيانى، فوجه لها أدالة منتظمة من عبيد مكناسة، وعبيد المهدية، ورأس عليهم عبد السلام بن على وعدى ووصل المائتين من الريفيين وسلحهم وكساهم.
ثم توجه لسلا فنزل بظاهر الرباط، وأمر عبد الحق فنيش قائد سلا ببناء صقالة (١) بسلا على البحر، وأمر على مرسيل ببناء صقالة الرباط، وولى على أهل الرباط الرئيس العربى المستيرى وأمر بإنشاء مركبين واحد بسلا وواحد بالرباط.
وكان عندهم مركب كبير أنشأه أهل العدوتين مشتركا بينهما أيام الفترة، ووجه لتجار النصارى الذين بآسفى أن يأتوا إليه بكل ما تتوقف عليه المراكب من مجاديف ومخاطيف وقلع وقمن وغير ذلك.