وأقر أهل الوظائف الذين كانوا على عهد أبيه على وظائفهم إلا ما كان من قائد تطاوين الوقاش، فإنه ولى مكانه كاتبه عبد الكريم بن زاكور الذى كان بعثه عاملا على العرائش.
وأحدث وظيفا على الأبواب والغلات والسلع بفاس وسائر أمصار المغرب، بعد أن استفتى علماء وقته فأفتوه بأنه إذا لم يكن للسلطان مال جاز أن يقبض من الرعية ما يستخدم به الجند، وكتبوا له ذلك تأليفا، منهم: الشيخ التاودى ابن سودة، وأبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وأبو حفص الفاسى، وأبو محمد عبد القادر بو خريص، وأبو زيد المنجرة، وأبو عبد الله محمد بن عبد الصادق الدكالى الفرجى لا الطرابلسى.
وما في الاستقصا من أنه الطرابلسى سبق قلم إذ الطرابلسى اسمه على، وهو شارح المرشد المعين، وقد باع وظيف فاس عن سنة واحدة لعاملها الحاج محمد الصفار باثنى عشر ألف مثقال، ثم باعه إياه في سنة أخرى باثنين وعشرين ألف مثقال، فكان في كل عام يزيد فيها إلى أن مات، وولى مكانه ولده العربى فزاد على ما كان أيام أبيه.
وكانت مدة مقامه بفاس شهرين على ما في الترجمان المعرب، والذى في تاريخ الضعيف أن خروجه من فاس كان يوم الاثنين الحادى عشر من جمادى الثانية، وعليه فيكون مقامه بفاس نحو شهر ونصف.
ولما حل بمكناس أقام به أياما لتأسيس أمور الخلافة العامة، ثم بعد ذلك بدا لجلالته النهوض لتفقد الأحوال وترتيب الشئون وإخماد نيران الفتن التي قام بإضرامها المدعو العربى أبو الصخور الخمسى، وقد كان له صيت بناحية غمارة يقول لمن يعتقده ويلتف حوله من البله طائشى الأحلام: إن هذا السلطان -يعنى المترجم- لا يطول ملكه، وقامت بسبب ذلك ضجة وهول بتلك الناحية، وكاد