للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف سماط من الجلد الفيلالى تحمل على السروج بأقفالها في كل واحد ألفا دينار من سكة ضربه، أعدها للحمل على الخيل في السفر، فإذا نزل بالمحلة يدفعها المكلفون بها لمن يوصلها لخباء المترجم لتوضع فيه، وعلى هذا يستمر العمل في كل يوم ظعن وإقامة مدة السفر، ولا تسلم إلا لمن عينه السلطان من أهل الصدق والأمانة لديه.

ومائة رحى من الذهب كقرص الشمع كل رحى فيها وزن أربعة آلاف دينار تكون على البغال أربعة في الشوارى مغطاة بالخنابل مضروب عليها بالحبال تسير أمامه، فإذا وصل محل الإقامة توضع بالقبة على نحو ما ذكرنا.

وثلاثمائة ألف ريال إلا خمسة عشر ألفا، ونحو عشرين ألفا من الموزونات الرقيقة من ضربه، وهذا غير ما في بيوت الأموال من سائر العواصم المغربية.

قلت: ولم يزل العمل جاريا في حمل عدد من البغال أموالا تسير مع الملك في سائر أسفاره يسمون ذلك بـ (الصائم) إلى أن ختمت أنفاس الدولة العزيزية، وذلك من الحزم والحذر والاستعداد لمفاجأة الطوارئ.

ثم تفقد المترجم الأحوال، وأحصى بيوت الأموال، وأحسن لخدمة أبيه.

ولما كان يوم الجمعة ملأت عساكره البسائط، وحضر جميع أهل البلد للصلاة معه فاختلط بهم، وأقبلوا يقبلون أثوابه ويتمسحون بها وهو يهش ويبش في وجوههم، ثم جلس مع العلماء وحادثهم وسأل عنهم واحدًا بعد واحد حتى عرف جميعهم، وبعد أداء فريضة الجمعة توجه في موكبه لزيارة ضريح والده المقدس، ووزع الصدقات على الفقراء والمساكين ورتب الطلبة الذين يقرءون القرآن في كل صباح وعشى بذلك الضريح، ثم دخل دار الإمارة، ويعد ذلك أمر حمل مال والده ومتخلفه إلى محلته ودفعه لمن عينه لذلك من خدامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>