للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعمامه، تلك المدد الطويلة التي مثلت لنا أيام ملوك الطوائف في أهول زى، وأحيت ذكراها.

فقبض على قائد أهل الغرب الباشا الحبيب المالكى الحمادى وأودعه مطبقا، وهد داره دار الظلم المظلمة، ونقل أنقاضها للعرائش للبناء بها، واستصفى أمواله ومتمولاته، ومنذ أودع المذكور المطبق ما أكل ولا شرب أنفة من السجن حتى مات.

وفى تاريخ الضعيف: أن سبب القبض عليه هو ارتكابه لأمور مصادمة للشرع، منها: أنه كان متزوجا بثمانية عشر امرأة، وساق القصة على أنها وقعت عام واحد وثمانين، والذى في الترجمان المعرب أنها في سنة أربع وسبعين هذه، وذكرها في الاستقصا من حوادث سنة ثمانين.

ثم أوقع القبض على قائد سلا عبد الحق بن عبد العزيز فنيش الذى كان أغلق بابه دونه أيام خلافته عن أبيه لما ورد على العدوتين مرتين، ورغما عن ذلك لم يعاتبه ولا شافهه بمكروه لما ولى الخلافة العظمى، حتى تفاحش ظلمه واستبداده، وأدى به الحال إلى قتل رجل من أعيان أهل سلا على وجه التعدى والجور.

ورفع أولياؤه الشكاية بذلك لصاحب الترجمة فأذن في قتله قصاصا، فقتل وحيزت أمواله لبيت المال كما حيزت أموال إخوانه الذين كانوا أنصارًا له وأعوانا على الظلم والتعدى وأكل أموال الناس بالباطل، ثم غربوا إلى العرائش، وسجنوا لها مدة، ثم عفى عنهم، فسرحوا وفرقوا على ثغور السواحل بعضهم بالرباط وطنجة، والبعض بالصويرة، وآخرون بمراكش ومنحهم الدور المعتبرة والرباع المستغلة، ورتب لهم الرواتب الكافية، ونالوا من العزة والجاه في دولته المحمدية ما لم ينله أحد من سلفهم، وكانوا رؤساء على أصحاب المدافع وعلى يديهم آلة

<<  <  ج: ص:  >  >>