للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى العام فشا القحط وامتد إلى عام ستة وتسعين ومائة وألف، كانت تلك السنون كسنى يوسف أكل الناس فيها حتى ميتة الآدمى، ومات خلق كثير جوعا، والمترجم يعالج أمر الجند بتتابع الرواتب، ورتب لأهل المدن الخبز يفرق على الضعفاء والمساكين في كل حومة، وسلف القبائل أموالا بواسطة أشياخها وزعت على الضعفاء، وكان يعطى للتجار الأموال بقصد جلب الأقوات من الأقطار الشاسعة لإيالته المغربية، ويأمرهم ببيع ما جلبوه بالثمن الذي اشترى به إعانة للمسلمين ورفقا بضعفائهم.

ولما تقلص ظل تلك المجاعة، ورام القبائل رد ما أخذوه على وجه السلف أبى المترجم قبول ذلك منهم، وقال: لم أخرج ذلك بنية الرد، وإنما ذكرت الاستسلاف لئلا يأكل الأكابر والأشياخ تلك الأمور إذا تحققوا عدم الرد، وأسقط عن القبائل الوظائف كلها أربعة أعوام إلى أن عم الخصب (١).

وفى عام واحد وتسعين ومائة وألف وجه ابن عمه وزيره أبا الحسن على بن الفضيل لدرعة لاستيفاء ما بذممهم من الزكوات والأعشار فقتلوه باصغرو، في ذى القعدة من العام، وفى رجب منه توفى قاضى مراكش أبو فارس عبد العزيز العبدلى السكتانى، وفيه جمع المترجم شتات الشبانات الذين كان فرق شملهم في القبائل السلطان الرشيد مار الترجمة.

وفى عام اثنين وتسعين ومائة وألف خسفت الشمس خسوفا كليا حتى ظهرت النجوم ودام ذلك نحو أدراج ثلاثة. قال الضعيف: ثم بدأ انجلاؤها من جهة المغرب، وكان بين الابتداء والتمام ما يقرب من الساعة، وذلك قرب عصر يوم الأربعاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى.


(١) الاستقصا ٨/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>