للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا قائد فرسان يتصرف في ردع شرار البربر الرحالين، وكان في زى الموحدين فاعلا للخير محبا في أهله، وله في إِحداث هذا الحمام مناقب اشتهرت عنه من إرضائه أصحاب الديار التي اشتراها لذلك في أثمانها وغير ذلك، وعمر هذا الحمام ما شاء الله ثم خرب منذ زمان، وآثاره باقية لهذا العهد عند سوق الغزل منها، وفيه يقول الأستاذ أبو عبد الله بن جابر في رجزه المسمى بنزهة الناظر:

وإنما الحمام كان الفنش ... ذاك الذى إذ كان كان العيش

إلى أن قال وقد كان الشيخ أحمد اللحيانى الورتاجنى أيام قيامه بمكناسة أحدث بها حماما حول داره ودثر بعده، ثم عمر لهذا العهد ينسب إليه فيقال له حمام المرينى، وهو الآن رابع حماماتها، انتهى. من خطه (١).

قلت: قوله غُنْصَالبه هى -بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الصاد مشبعة بعدها لام ساكنة فباء مفتوحة فهاء سكت- هكذا ضبطه بخطه.

وسلطان الموحدين الذى كان في العشرة الثانية من القرن السابع هو المنتصر بالله بن الناصر بن يعقوب المنصور، وأما الحمام البالى فإنه لا زال قائم العين إلى الحين الحالى، إلا أنه لا يعرف اليوم بهذا الوصف، وهو المعروف بحمام مولاى عبد الله بن أحمد، ويدل لذلك تصريح بعض المقيدات الحبسية الموثوق بصحة خبرها بذلك ودونك نصها: ومنها أى من العقارات الحبسية الكوشة المتصلة بالحمام البالى المعروف بحمام مولاى عبد الله بن أحمد، انتهى.

وأما الحمام الجديد فإنه لا زال قائم العين معروف الاسم إلى الآن.

وأما الحمام الصغير فإنى لم أقف على تعيين مسماه الآن، إلا أن الغالب على الظن أنه حمام التوتة، إذ هو أصغر حمام يوجد في البلد مع ظهور قدمه.

وأما حمام أبى زكرياء الفنشى فقد قال بعض من تأخر زمانه في طرة قيدها


(١) الروض الهتون - ص ٧٥ وما بين حاصرتين منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>