للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كلام "الروض" هنا ما لفظه: أدركنا هذا الحمام وقد اتخذ معصرة للزيتون، وبقى كذلك سنين متطاولة والآن جعل محلا لعمل البارود بسويقة باب البراذعيين في قبلة ضريحى الوليين سيدى عبد الله الدراوى وسيدى أحمد بن خضراء نفع الله المسلمين ببركاتهما، وما زال الحمام على قبتين محكمتى البناء على أعمدة من الحجر المنحوت، انتهى.

قلت: هذه الأوصاف تنطبق تمام الانطباق على المعصرة القائمة العين الآن المجاورة للفرن الكائن بالسويقة المذكورة المعروفة اليوم بسويقة جبالة، ولا زالت إحدى القبتين شاخصة إلى الآن بالمعصرة المذكورة ولم يبق أثر لتلك الأعمدة الحجرية، نعم يوجد ثَمَّ بناء بالحجر المنحوت لا يبعد أن يكون هو حجر تلك الأعمدة، كما أن الذى تعطيه القرائن أن ذلك الفرن المتصل بها هو عين القبة الثانية هدمت وبنى الفرن في محلها والله أعلم.

وأمام حمام المرينى فهو الحمام المعروف اليوم بحمام السويقة ويستفاد ما يدل لذلك من بعض التقاييد الحبسية الموثوق بخبرها أيضا، إذ فيها تجوير درب الست هنو بحمام المرينى والحمام المجاور لذلك الدرب هو حمام السويقة.

وأما سوق الغزل بالمحل الذى أشار له ابن غازى فلا يعرف الآن، والذى أدركناه موضعه بمقبرة سيدى أحمد الدراوى التي كان يخرج إليها من الباب الذى كان بوسط العشابين خارج باب بريمة، وقد حول حين حلت الفتن وكثر الهرج أواخر الدولة العزيزية إلى زاوية من روايا بطحاء الهديم وأُغلقت باب المقبرة المذكورة خوف هجوم الرعاع على العاصمة منها، وكان غلق هذا الباب فاتح واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، -ولا زال سوق الغزل يعمر بالهديم إلى الآن كل صباح.

هذا وعدد حمامات المدينة اليوم أحد عشر ودونك أسماءها: ١ حمام سيدى

<<  <  ج: ص:  >  >>