وفى سابع عشرى رجب المذكور نهض من فاس ووجهته تافيلالت في اثنى عشر ألف جندى ما بين فرسان ورماة. قال الضعيف: وكان للفارس خمسة أواق مياومة وللراجل نصفها كذلك مدة حركتهم معه هذه.
وكان نهوضه هذا لتافيلالت بعد أن وجه ولده المولى يزيد للحج دفعا لما يخشى منه وأصحبه أمينا يصير عليه وأناسا لخدمته.
ولما أشرف على تافيلالت فر من حولها من البرابر كالنازلين بمطغرة، ووادى الرتب، وقصر السوق، وأولاد عيسى، والدويرة وأخرج عمه المولى الحسين منها، ووجه به لمكناسة وأتبع به أولاده انتقاما منه حيث إنه رام شق العصا وتفريق كلمة المسلمين بالدعاية لنفسه بالإمامة، وهدم قصبته المعروفة بأولاد جبور، وتامورارت ولم يغنه ما كان له من الجاه والوجاهة بتلك الناحية، حتى إنه كان لا يمكن إبرام أمر بتافيلالت إلا بموافقته.
وقد كان عفا الله عنه يرتكب أمورا شنيعة، منها أنه تسبب في خراب دار ابن أخيه المولى الشريف بن زين العابدين، وأغرى البربر عليه حتى اقتحموا داره وقتلوه صبرا، ومنها قتله أبناء أخيه المولى يوسف بن إسماعيل وذلك سنة اثنتين وستين ومائة وألف، ولم يزل عمله جاريا على نحو ما ذكر من الموبقات العظام إلى هذه السنة التي أخرجه المترجم من موطن عزته فيها.
ثم قبض المترجم على ما يزيد على العشرين قنطارا من خصوص أهل الغرفة، وما يزيد على المائة قنطار من أهل تافيلالت، ومن أهل وادى المالح وما يليه ستة عشر قنطارا، ومن أهل تابو عصامت وما يليها ستة عشر قنطارا، ومثل ذلك من أهل السيفة وما يليها، وهد قصبتهم بوصاية من أبيه، وكان هَدّه لها آخر ذى القعدة من العام.