ثم ارتحل لمراكش بعد أن أقام بتافيلالت شهرا، وحسم داء آيت عطية، وآيت يفلمال وولى عليهم القائد على بن حميدة الزرارى، وكان رجوعه لمراكش على طريق، ومن الغد رفع الله تلك الثلوج وأصبح اليوم عيد الأضحى، فخطب السلطان الناس بنفسه، ودعا للسلطان عبد الحميد العثمانى ثم قام فدخل مراكش.
وفى العام نفسه وجه ولده أبا محمد عبد السلام لأداء فريضة الحج حيث إنه كان عام حجه مع أخيه المولى على لم يبلغ الحلم حسبما أشرنا لذلك، ووجه في معيته للحجار أموالًا تفرق في أناس عينهم نذكرهم فيما يأتى لنا بعد بغاية الإيضاح بحول الله.
وفى عام ثمانية وتسعين ومائة وألف وجه أموالًا إضافية لتصان بقصبته التي بالرصانى من تافيلالت، ووجه لمن هنالك من الأشراف الكسوة ورتب لهم في كل سنة مائة ألف مثقال، ووجه ابن عمه وصهره المولى عبد المالك بن إدريس للحج وفى معيته الكاتبان أبو عبد الله محمد بن عثمان، وأبو حفص عمر الوزير، والحاج عبد الكريم بن يحيى أمير الركب، ووجه معهم هدية نقدية لها بال لأهل الحرمين والحجار واليمن بعد أن يذهبوا لاصطنبول أولا، وكتب للسلطان العثمانى أن يوجههم مع أمير صرته الذى يذهب إلى الحرمين الشريفين كل سنة، فلما بلغوا حضرته وجدوا أمير الصرة قد سافر فأقاموا إلى الموسم القابل وسافروا مع الركب.
وفى عام تسعة وتسعين ومائة وألف، نهض لثغر الصويرة (١)، وكان وصوله إليها يوم السبت سادس عشر ربيع الثانى ودخل لجامع قصبتها وصلى به العصر، واجتمع بمن بها من العلماء فاسيين وسوسيين وغيرهم، وأقام بها أياما ثم نهض وسار إلى أن حل بالدار البيضاء، ولما شاهد مرساها أعجبته فأصدر أمره ببنائها، وولى على الشاوية القائد عبد الله الرحماني بعد أن سرحه من السجن، ثم ارتحل