إلى ثغر الرباط، وكان حلوله به يوم الخميس فاتح ذى الحجة، فقصد أولا جامع السنة، حيث كان الفقهاء والعلماء في انتظاره، ولما أقبل عليهم استفتحوا قراءة سورة: إنا فتحنا، وبعد أن فرغ من تحية المسجد جلس أمام المحراب والطلبة محدقون به وبعد ختم السورة المذكورة وتقديم تحياتهم إليه توجه لقصوره، ونزلت المحلة خارج المدينة، وأقام هو بالرباط أربعة أشهر، وقام أهل العدوتين بضيافته وتقديم فاخر الأطعمة إليه، وهو يصل كل من أتاه بشئ من الطعام بصلات من عشرة مثاقيل إلى عشرين.
وفى عام مائتين وألف، أوقع بأهل أبى جعد وقعة عظيمة، واستصفى أموالهم وخرب دورهم، وذلك يوم الأحد الثانى عشر من ربيع الثانى لإيوائهم أهل الزيغ والفساد، وسعيهم في إيقاد نار الفتن، وتعدد صدور النهى لهم عن ذلك فلم ينتهوا، ثم بعد ذلك نهض لمراكش، وأنهض معه أبا حامد العربي بن المعطى الشرقى للاستيطان بمراكش والتغريب عن محل الفتن فاستوطنها، وصار يدرس بجامع الكتبيين منها.
وفى يوم الأحد الثالث عشر من ذى الحجة بارح المترجم مراكش، وفى يوم الاثنين ثانى عشرى الشهر خيم بإزاء وادى يكم، وفى يوم الثلاثاء الثالث والعشرين منه حل بالرباط، وفى العام وجه كاتبه المؤرخ أبا القاسم الزيانى سفيرا للسلطان عبد الحميد العثمانى كما سنشرح ذلك بعد.
وفى عام واحد ومائتين وألف، نهض من رباط الفتح ووجهته مكناسة، وذلك يوم السبت حادى عشرى ربيع الثانى، وفى يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى نهض من العاصمة المكناسية لفاس وأقام به ثلاثة أيام، ثم ارتحل منه يوم السبت ثالث عشر الشهر يريد تافيلالت، وسار إلى أن دخلها يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى، وأقام بها نحو شهر، وعم ببذله الذهب والفضة سائر