للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبقات الشرفاء والعلماء من الخنك إلى أقصى تافيلالت، وزوج الأرامل وغيرهم، وأعطى لكل عروس خمسين مثقالا ذهبا، وحسم مادة الفساد من تلك البلاد، ثم نهض لمراكش يوم السبت خامس عشرى جمادى الثانية وسار إلى أن دخلها أوائل رجب، وفى العام وجه كاتبه ابن عثمان آتى الترجمة سفيرا للقسطنطينية العظمى حسبما سنوضحه بعد.

وفى عام اثنين ومائتين وألف نهض من مراكش قاصدا فاسا، حيث بلغه عيث شراكة وسعيهم في الأرض الفساد، ولم يزل يطوى المراحل إلى أن دخل مكناسا، ثم في يوم الجمعة فاتح رمضان نهض لفاس ولما اتصل الخبر بشراكة فروا لجبل أمركو واستجاروا بضريح أبى الشتاء، فاقتفى أثرهم بجنوده، ولما التقى الجمعان شبت بينهما حرب هلك فيها خلق ثم انهزمت شراكة شر هزيمة ومزقوا كل ممزق، ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا.

وفى أوائل رمضان نهض من بلاد شراكة بعد أن تابوا وأنابوا، ونزل بايناون من بلاد الحياينة، وبعث الجيوش تحت القائد العباس السفيانى لناحية القبائل الريفية بقصد زاوية بنى توزين المنسوبة للشيخ أبى عبد الله محمد بن ناصر الدرعى، ولما أحسوا بورود الجيوش إليهم هربوا لموضع حصين تحصنوا به، فدخل الجيش السلطانى الزاوية واستولى على جميع أقواتها وذخائرها وهَدَّها هَدًّا كما هَدَّ روضة الشيخ أبى محمد عبد الله، وروضة ولده الشيخ أبى عبد الله محمد.

ولم يزل المترجم مقيما بايناون إلى أن صام رمضان وأقام سُنَّة عيد الفطر، ثم رحل لفاس، ونزل بدار دبيبغ، وأقام بها نحوا من تسعة أشهر.

ثم بلغه رفض أهل تامسنا طاعة عاملهم صهره القائد عبد الله بن محمد الرحمانى وبالأخص أمزاب، والبعض من الشاوية، فنهض في القبائل البربرية وسار إلى أن وصل مكناسة، ثم بارحها يوم الثلاثاء خامس عشرى رجب، وسار

<<  <  ج: ص:  >  >>