إلى أن وصل الرباط ضحى يوم السبت تاسع عشرى رجب، وفى يوم الأحد رابع شعبان نهض من الرباط ووجهته الشاوية، وأوقع بالمعتدين منهم وقعة لم يتقدم لها نظير، قطع فيها سبعمائة رأس من رؤسائهم المفسدين، وقبض على مائتين، وكانت هذه الواقعة يوم الثلاثاء ثالث عشرى شعبان، ثم نهض إلى مراكش وسار إلى أن حل بها يوم الأربعاء.
وفى رابع عشرى ذى القعدة تبرأ المترجم من عهدة ولاية أى أحد، وأحضر العلماء وأمرهم بالإشهاد عليه بذلك، ونص الاشهاد على ما في تاريخ الضعيف:
"الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما".
وبعد: فإن مولانا أمير المؤمنين، المجاهد في سبيل رب العالمين، أيده الله بتوفيقه، ومنحه كرامة سلسبيله ورحيقه، تبرأ من عهدة تولية أحد مرتبة من مراتب الدين، وأنه التزم هذا الأمر التزاما أذاعه وأفاضه، وألزم نفسه العمل بمقتضاه، وصدر منه هذا الأمر الشريف هروبا بنفسه لساحل السلامة، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: أحب أن ألقى الله وليس لأحدكم قبلى مظلمة، والله تعالى يتولاه بتوفيقه ورضاه، أشهد عليه أيده الله بذلك من أشهده على نفسه، وهو يمحل ولايته ومقعد حكومته برابع عشرى ذى العقدة الحرام عام ثلاثة ومائتين وألف: أفقر الورى لله تعالى محمد بن قاسم السجلماسى وفقه الله بمنه، وعبد ربه تعالى محمد بن العباس الشرادى لطف الله به، وعبد ربه تعالى محمد بن أحمد الخطاب خار الله له يمنه، الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله محمد العربى ابن المعطى بن صالح، وفقه الله للعمل الصالح، وعبد ربه إبراهيم بن أحمد الزداغى، وعبيد ربه تعالى محمد الدرعى خار الله له في الدارين، وعبيد ربه تعالى محمد بن عبد العزيز غفر الله له آمين، وعبيد ربه أحمد بن العباس الشرادى، وعبيد ربه تعالى