وعدد أرجاء الماء بها اليوم اثنتان وأربعون، وعدد الأفران اثنان وثلاثون، وعدد الطرازات المعدة لنسج الصوف ثمان وعشرون، وعدد الإصطبلات تسع وأربعون، وعدد معامل الزليج والأوانى الخزفية وما شاكلها تسعة عشر.
وعدد سكانها من الأهالى ثمانية وعشرين ألف نسمة ومائتان وسبع على ما أنتجه الإحصاء الأخير، والذى يظهر من تساهل المكلفين بهذا الإحصاء وعدم ضبطهم أن عدد السكان يزيد على ذلك بما ينيف على العشر، وأما عدد سكانها من الإسرائليين فخمسة آلاف وسبعمائة وثلاثة وستون، وأما سكانها من الفرنسيين المدنيين فألف وتسعمائة، وأما سكانها من الأجانب غير الفرنسيين فسبعمائة وتسعة وخمسون، فجميع السكان على هذا ست وثلاثون ألفا وستمائة وتسع وعشرون، وقد أشرنا إلى أنه لا معول لمن رام التحقيق على هذا الإحصاء فقد أغفل أهله عائلات كثيرة من الأهالى والأجانب.
فصل: قال ابن غازى: وذكر ابن خلدون أن السلطان أبا يوسف المرينى لما فرغ من بناء البلد الجديد المسمى بفاس الجديد، أمر ببناء قصبة مكناسة، انتهى من خطه (١). زاد غيره وجامعها، انتهى. أى أمر ببناء جامع القصبة معها، وزاد ابن خلدون فشرع في بنائها من سنته، انتهى. يعنى سنة أربع وسبعين وستمائة كما بينه هو وابن أبى زرع وغيرهما.
والشروع في بناء فاس الجديد اتفقت كلمتهم على أنه كان في شوال من السنة المذكورة زاد في "روضة النسرين" وغيرها أن ركوب ابن يوسف من القصبة القديمة بفاس وخروجه لتأسيس فاس الجديد وحفر، أساسه كان ضحى يوم الأحد ثالث شوال عامه، وزاد ابن أبى زرع أن أمره ببناء قصبة مكناسة كان في شوال المذكور.
قلت: فعلى هذا كان الشروع في فاس الجديد والفراغ منه في ظرف نحو العشرين يوما لا غير، وهو في غاية البعد، والذى عند ابن خلدون أن كمال