وأعطى لطبيبه الماهر العلامة الحكيم أبى العباس أحمد بن عبد الوهاب آدراق ألف دينار في آن واحد كما في الجيش وغيره.
ولما سرح عبد العزيز العبدلى الذى كان قاضيا بمراكش بعد نكبته المتقدمة الذكر أعانه بألف ريال للحج كما سلف.
وأعطى في فكاك أسارى الأتراك من مالطة مائتى ألف ريال وأربع وسبعين ألف ريال دورو، ولما لم يتيسر الفداء ورجع المال المذكور وجه بجميعه للسلطان عبد الحميد، وقال له: إن هذا المال أخرج في سبيل الله لفكاك أسارى المسلمين منكم، وحيث رده الكفار لا يرجع لنا، فأنفقه في فداء أساراكم أو في الجهاد أو فيما يظهر لكم.
وقد بلغ عدد الأسارى المسلمين الذين أنقذهم من الأسر سنة ١٢٠٠ ثمانية وأربعين ألف أسير وزيادة من المغرب وغيره، وأنفق في ذلك أموالا طائلة.
ورتب لأشراف تافيلالت في كل سنة مائة ألف مثقال زيادة على ما يقبضونه في أيام السنة متفرقا.
ورتب لشرفاء الحرمين الشريفين واليمن مائة ألف مثقال في السنة، ومثلها لشرفاء المغرب، ونحو ذلك للطلبة والمؤذنين والقراء بالمكاتب وأئمة المساجد في كل عام.
ولما كانت مسغبة عام تسعة وثمانين أجرى أرزاقا على الضعفاء والأغنياء، وأسقط الخراج فلم يُجبَ لبيت المال في تلك السنين من أحد شئ قط، وأوقف دورا لاستعمال الطعام للأرامل والأيتام والمساكين، ولم يزل على ذلك حتى صرف الله تلك الأزمة عن المسلمين، قاله في درة السلوك.