وفى غلاء عام خمسة وتسعين ومائة وألف وصل أهل العدوتين الرباط وسلا وأهل مراكش وغيرهم بأموال لها بال، وكان يفرق على الدور ويوالى العطاء على الضعفاء والمساكين بيده، ورتب لهم الخبز مياومة، ودام على ذلك حتى اضمحلت المسغبة، وكان يعطى للتجار الأموال لجلب الميرة من الخارج وبيعها في الإيالة برأس مالها رفقا بعامة الضعفاء.
ولما زار تافيلالت عام تسعة وثمانين وصل الشرفاء بما يزيد على مائتى ألف دينار، وأنعم على أهل الزاوية الناصرية بتامكروت بعشرة قناطير من معدن الحديد، خمسة من الصويرة وخمسة من آسفى.
وفى عام سبعة وتسعين ومائة وألف وجه لأشراف الحرمين الشريفين أموالا صلة، وللشيخ مرتضى الزبيدى خمسمائة دينار ذهبا ومجانة منه، ومثل ذلك للشيخ أحمد الدردير، ولباقى علماء مصر سبعمائة دينار ذهبا. قاله الضعيف.
وقال إن الشيخ مرتضى: لم يقبل تلك الهدية واعتذر عن عدم قبوله إياها بأنه لم يؤذن له ولم يقابل الوفد السلطانى الذى أتاه بها وكتب لهم بما نصه: وبعد السلام على كرام الوقت اقبلوا عذرى في التخلف عنكم في هذه الساعة وما ذكرتم لنا من أنكم صحبتم معكم صلة من جانب المنصور بالله، فإنه لم يؤذن لنا في قبولها وهو نصره الله قد استسمن ذا ورم. ونفخ في غير ضرم. والآن اذهبوا بالسلامة والسلام.
ووجه مع صهره ابن عمه مولاى عبد المالك ابن إدريس في سفارته للسلطان عبد الحميد وحجته مع ابن عثمان، والسيد محمد الموزيرق، وشيخ الركب الحاج عبد الكريم بن يحيى هدية كبيرة للأشراف وأمرهم أن يتوجهوا من إِسَطنْبول للحج، وكان مقدار المال الموجهين به ثلاثمائة ألف ريال دورو وستين ألف ريال