الخطوب والأهوال وأذى الملوك الذين اغتصبوا خلافتهم حسدًا على ما آتاهم الله من فضله.
وأما قوله على ما ذكره ابن السكاك وصاحب المرآة فإن ابن السكاك لم يتعرض إلا لثلاث شعب كانوا وقت زمانه بفاس، وأعطى للملوك ما يناسبهم في حق جميعهم، وأما صاحب المرآة فلم يكن بصدد. ذلك، وإنما عرف بأفراد اقتضى بهم الصحبة، وقد أحاطت الناس بما لم يحيطوا به علما، ويعلم ويتحقق أن العلماء العاملين أجمعوا على أن النسب المقطوع به في غربنا من غير شك ولا ريب هو ما أدخل في دفتر مولانا الجد رحمه الله بعد ما تحقق أمره، لأن ملكه اتبع القرى المداشر والحواضر وشهدت لهم به الكافة والجمهور، وحقق من دفتر أبى العباس المنصور، وبحث فيه أولا وثانيا فإذا هو مشهور، وبوجوده رحمه الله انقطعت شوكة أهل الظلم والجوار، والجرأة والعناد، بالكذب على سيد العباد، وطالع ما سطر بالطرة ينته، حسبما احتوت عليه ترجمة المشاهير في الدفتر الشريف الذين صحت نسبتهم من بنى إدريس رضى الله عنه، وعددهم ثمانية قبائل على حسب ما رسم أسفلها من الشعب المشاهير فأولهم بنو القاسم بن إدريس وآخرهم بنو أخيه يحيى بن إدريس، ثم بنو أعمامهم بنو عبد الله الكامل إلا أبناء عمنا أخرناهم عنهم لئلا يصابوا منهم، أو يصابوا منا.
وأما الحسينيون فلا يحتاج إثباتهم في هذا الظهير الكريم، وأمرهم معلوم بينهم، ونحن وإياهم في ظل الله وظل جدهم (١) مولانا إدريس.
فعلى هذا العدد أخرجت صلة مولانا الجد رحمه الله إذ هو المقطوع به، ولا يحمل لنا أن نهمل ما أظهره الله بالمواجب الشرعية والظهائر السلطانية؛ لأن الملوك الأقدمين كانوا لا يجددون جديدًا إلا بعد شهادة أهل بلادهم لهم بتحقيق نسبهم،